مكتبة الأنيس بالجلفة بحوث مذكرات و رسائل التخرج الجامعية الجاهزة
رمرحبا بك ساهم بإثراء المنتدى و التسجيل فيه
مكتبة الأنيس بالجلفة بحوث مذكرات و رسائل التخرج الجامعية الجاهزة
رمرحبا بك ساهم بإثراء المنتدى و التسجيل فيه
مكتبة الأنيس بالجلفة بحوث مذكرات و رسائل التخرج الجامعية الجاهزة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مكتبة الأنيس بالجلفة بحوث مذكرات و رسائل التخرج الجامعية الجاهزة

رسائل ماجستير ،بحوث جامعية جاهزة ، كتب إلكترونية ، مذكرات تخرج ، محاضرات ، برامج
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
» تحليل برنامج اللغة العربية للسنة الرابعة ابتدائي
(دراسة فى الآداب الإسلامية ) أ.د/ أحمد عبد القادر الشاذلى عميد كليــة الآداب  Emptyالأربعاء يوليو 15, 2015 3:12 am من طرف Admin

» english for all
(دراسة فى الآداب الإسلامية ) أ.د/ أحمد عبد القادر الشاذلى عميد كليــة الآداب  Emptyالخميس يوليو 05, 2012 8:36 pm من طرف Admin

» جديد مسابقات الماجستير 2012 / 2013
(دراسة فى الآداب الإسلامية ) أ.د/ أحمد عبد القادر الشاذلى عميد كليــة الآداب  Emptyالأربعاء يونيو 27, 2012 2:10 pm من طرف wassim22003

» اللغة في النقد
(دراسة فى الآداب الإسلامية ) أ.د/ أحمد عبد القادر الشاذلى عميد كليــة الآداب  Emptyالأحد أبريل 29, 2012 5:40 pm من طرف wassim22003

» بحوث التسويق
(دراسة فى الآداب الإسلامية ) أ.د/ أحمد عبد القادر الشاذلى عميد كليــة الآداب  Emptyالجمعة مارس 23, 2012 6:42 pm من طرف hamida1989

» مذكرات تخرج 2012
(دراسة فى الآداب الإسلامية ) أ.د/ أحمد عبد القادر الشاذلى عميد كليــة الآداب  Emptyالجمعة مارس 23, 2012 6:18 pm من طرف wassim17

» السوق النقدية
(دراسة فى الآداب الإسلامية ) أ.د/ أحمد عبد القادر الشاذلى عميد كليــة الآداب  Emptyالجمعة مارس 23, 2012 5:50 pm من طرف wassim17

» المخطط الوطني للمحاسبة pcn
(دراسة فى الآداب الإسلامية ) أ.د/ أحمد عبد القادر الشاذلى عميد كليــة الآداب  Emptyالجمعة مارس 23, 2012 5:46 pm من طرف wassim17

» رسائل ماجستير جديدة وحصرية
(دراسة فى الآداب الإسلامية ) أ.د/ أحمد عبد القادر الشاذلى عميد كليــة الآداب  Emptyالجمعة مارس 23, 2012 5:44 pm من طرف wassim17

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 (دراسة فى الآداب الإسلامية ) أ.د/ أحمد عبد القادر الشاذلى عميد كليــة الآداب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 254
نقاط : 698
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/07/2011
الموقع : https://brahimi.forumarabia.com

(دراسة فى الآداب الإسلامية ) أ.د/ أحمد عبد القادر الشاذلى عميد كليــة الآداب  Empty
مُساهمةموضوع: (دراسة فى الآداب الإسلامية ) أ.د/ أحمد عبد القادر الشاذلى عميد كليــة الآداب    (دراسة فى الآداب الإسلامية ) أ.د/ أحمد عبد القادر الشاذلى عميد كليــة الآداب  Emptyالثلاثاء يناير 03, 2012 3:23 pm

(دراسة فى الآداب الإسلامية )
أ.د/ أحمد عبد القادر الشاذلى
عميد كليــة الآداب

مقدمة فى الأدب المقارن
أ- تمهيد :
الأدب المقارن علم حديث يعتمد على المقارنات بين الآداب على أساس التأثيرات المتبادلة لا على الموازنة وهو علم يسعى لإبراز التواصل الثقافي بين الآداب المختلفة ، وقد تتسع دائرة الأدب المقارن لتشمل علاقات الأدب بالفنون الأخرى على أساس وجود روابط وصلات قائمة على التأثر والتأثير.
وقد عُرف الأدب المقارب بهذا الاصطلاح دون غيره من الاصطلاحات ، علماً بأن هذه التسمية في نظر الكثيرين ناقصة ، وقد صار هذا الاصطلاح علماً على الموضوع الذى نحن بصدد دراسته.
اشتهر اسم الأدب المقارن عند العرب فى العصر الحديث بهذا الاسم ، وعُرف عند الفرنسيين باصطلاح (LiteratureCompare) وعُرف هذا العلم فى الإنجليزية باصطلاح (Comparative Literature) وهى الصيغة التى تمنى ليتريه ([1]) (Littre) أن تسود ، وفى الألمانية عُرف علم الأدب المقارن باصطلاح
(Vergleichende Literaturwissem Schaft ) وفى اللغات الشرقية الإسلامية كالفارسية والتركية والأردية عُرف باسم (أدبيات تطبيقى).
وهذا التعريف اللغوى يعد ناقصاً ولكنة ضرورى فى نفس الوقت لسده حاجة وتعبيره عن العلم الذى يدرس المقارنات المختلفة ، وقد ذاع هذا التعريف وانتشر على الرغم من عدم وفائه بالمطلوب كما سنوضح فيما بعد .
وتعريف الأدب المقارن أمر صعب فهو اصطلاح متعب ولا شك فى أن هذا أحد الأسباب التى جعلت هذا النمط من الدراسات الأدبية يلاقـى نجاحـاً أقل مما كان متوقعاًله ([2]) وقد كثرت التعريفات التى تبين أهمية الآداب المقارنة وكل تعريف يحدد جانباً من جوانب الدراسة الأدبية المقارنة أو يجلو تاريخاً لموضوع أدبي مقارن، واختلفت الآراء حول ماهيــة الآداب المقارنة تبعاً لاختلاف المدارس الأدبية والفنية ومدارس النقد فى أوربا ، إلا أن هذا لا يعنى أن ميدان الأدب المقارن ميدان نقدى.
ب: المسميات التى أطلقت على الأدب المقارن
لقد أطلق على الأدب المقارن مسميات عدة لم يشتهر منها سوى هذه الاصطلاح ، فقد أطلق عليه أبل فيلمان سنة 1892 (Apel Villemain) اسم المقارنة الأدبية وان كان الاصطلاح يجعل المقارنة أساساً بين الآداب ، إلا أن هذا قد يظن أنه يشمل المقارنات داخل الأدب الواحد فى اللغة الواحدة .
وقد استعمل جورج كوفييه 1800 (G.Cuvier) اصطلاح "التشريح المقارن" إلا أن جان جاك امبير ( J . J .Ampere) استعمله سنة 1848 باسم "التاريخ المقارن " ([3]) وهو استعمال يقترب من ناحية ويبتعد من أخرى .
وقد أستعمله فان تيجم ومار يوس فرانسوا جويار وجان مارى كاريه وبالدنسبرجر تحت اصطلاح “ تاريخ العلاقات الأدبية الـدولية" ([4])
والمدرسة الألمانية تستخدم اصطلاح " تاريخ الأدب المقارن " ويذكر جويار أن أول من استخدم " تاريخ الآداب المقارنة " أمبير ثم سانت بيف 1871 وأن بوسنيت أصدر كتاباً بعنوان الأدب المقارن سنة 1886 ، وفى العام نفسه بدأ أدوار رود فى جنيف تدريس تاريخ الآداب المقارنة كما أصدر ماكس كوش فى ألمانيا مجلة الأدب المقارن فى السنة نفسها ([5]) .
ويرى أستاذ الأدب المقارن العربى د . محمد غنيمى هلال ([6]) أن الأفضل أن يسمى " التاريخ المقارن للآداب " أو تاريخ الأدب المقارن ".
ولكن اصطلاح " أدب مقارن " أصبح الاصطلاح الأكثر ذيوعاً وانتشاراً فى جميع اللغات سواء الأوربية أو الشرقية .
جـ - الأدب و المقارن
إن الأدب المقارن اصطلاح مكون من لفظين اثنين هما :
الأدب ، والمقارن ، وطالما نتحدث عن المفاهيم فلنعرض مفهوم الأدب ، ومفهوم المقارن .
(أ) الأدب
الأدب - كما عرفه الأوربيون - كل ما يثير فينا بفضل خصائص صياغته احساسات جمالية أو انفعالية عاطفية أو هما معاً ([7]).
والأدب معرفة وإبداع يصوغ الحياة البشرية بطريقة الخاصة ، ويعبر عن ثروتها وغناها عن طريق الشخصيات الأدبية ولكن خلافاً لبقية الفنون يعتمد على الكلمة مادة له.
وكلمة “ أدب“ (Litterature) من الكلمة اللاتينية (littera) أى الحرف بمفهومها اللغوى فى الوقت الحاضر ، وهى كلمة حديثة لم يترسخ استعمالها إلا فى القرن الثامن عشر ([8]).
والأدب فى تعريف آخر "كل شىء قيد الطبع " وبناء على هذا نستطيع أن ندرس مهنة الطب فى القرن الرابع عشر أو حركة النجوم ومهنة السحر ، وقد احتج ادوين جرنلو (E . Greenlaw ) على هذا بقوله : كل ما يمت إلى تاريخ الحضارة بصلة لا يخرج عن مجالنا) ([9]).
والأدب عند العرب لغوياً يعنى الدعاء وأدب النفس والدرس والظرف وحسن التناول والأدب سمى أدباً لأنه يأدب الناس إلى المحامد وينهاهم عن المقابح ([10]) والأدب عندهم أيضاً الأخذ من كل شىء بطرف ([11]) والأدب فن يتخذ الكلمة وسيلة ليعبر بها عن خلجات الإنسان ومكنون أفكاره ومشاعره وعواطفه ([12]) ، وليحصل منها صلة الوصل بين المشاعر الإنسانية الباحثة عن الخير المتجهة إلى الأفضل المناضلة فى سبيل سعادة الإنسان فى مختلف آفاق الأرض .
والأدب هو فن الكلمة ، والكلمة إما أن تكون شعراً أو نثراً ، ولا بد من توافر عنصرين إثنين لكل ما يصح أن نطلق علية أدباً هما : الفكرة وقالبها الفنى أو المادة والصيغة التى تعالج فيها وهذان العنصران ينتشران فى جميع صور الإنتاج الأدبى([13]).
المقصود من هذا القول أن يتوفر فى الأدب الشكل والمضمون، والشكل الأدبى هو القالب الذى يوضع فيه العمل الأدبى، والمضمون ما يملأ به هذا الشكل وما يستتبع من ضرورة توافر خصائص فنية .
ولا بد أن يترك الأدب أثراً فى المتلقى ، إذاً الأدب هو التأثير وكل تأثير يحدث عن طريق اللغة فهو أدب ([14])، والأدب بهذا المفهوم يماثل الفنون الأخرى التى تؤثر فى الإنسان مثل الرسم - الذى يؤثر باللون ودرجاته والموسيقى بالتوافق النغمى ، والأدب هنا لون من ألوان الفنون ، والفنون أنواع ولكل نوع أدواته التى يستخدمها لتحقيق التأثير .
إن مضمون الأدب هو التجربة الإنسانية ، والأدب كفن من الفنون الجميلة قوامه المعاناة والإبداع ، والأديب يدخل عالم الخلق والإبداع بكامل إمكانياته الروحية والبدنية ، ويتخذ من الحياة الإنسانية مضموناً لعمله الأدبى الذى يصيغه فى شكل شعرى أو نثرى .
(ب) المقارن :
لا يقصد بالمقارن هنا مقارنة أدب بأدب لمعرفة جوانب تفوق عمل أدبى على آخر، وليس المقصود من المقارنة الموازنة ، ولكن المقصود دراسة الأدب القومى فى علاقته التاريخية بغيره من الآداب الخارجية عن نطاق اللغة القومية التى كتب بها([15]) .
فالمقارنة تكتسب عمقاً تاريخياً ولا تعتمد على الجوانب الشكلية الظاهرة أو دراسة ألوان البيان والبديع فيما يدخل ضمن علم البلاغة، فالمقارنة تبحث عن العمق التاريخى للعمل الأدبى وعلاقاته بالأعمال - والتى يرتبط بها - من خلال التأثر التأثير.
والمقارنة ليس الذى يزاوج أو يقابل أثرين أو ثلاثة آثار من آداب مختلفة ، وليست المقابلة فحسب بل هذه مجرد واحدة من طرائق علم يسمى بتاريخ العلاقات الأدبية الدولية([16]) ، فالمقابلة قد تستعمل لكنها ليست أصلاً ولا يجوز لحالها.
والمقارنة وسيلة علم الأدب المقارن فبدون المقارنة لا يصبح علماً، وهى الوسيلة الأكثر إفادة لتحليل أعمال الفن بدلاً من حصر المقارنة فى كتابات اللغة نفسها([17]).
هذا هو مفهوم الأدب - الذى أختلف حول تعريفه الأدباء والنقاد - وأوردوا لنا العديد من التعريفات - التى أوردنا منها القليل ، وأيضاً مفهوم المقارنة - بقى أن نعرف مفهوم الأدب المقارن كعلم له أسسه وقواعده وأدواته وميادينه .
د: مفهوم الأدب المقارن
إن تعريف الأدب المقارن لا يبتعد عن تعريف ميادينه ومجالاته ، فهو توصيف للموضوعات التى يتناولها ، أو قل أنه يوضح المجال الذى يجب أن تكون فيه هذه الدراسة، وقد كثرت هذه التعريفات .
والأدب المقارن كاصطلاح هو العلم الذى يبحث ويقارن بين العلاقات المتشابهة بين الأداب المختلفة فى لغات مختلفة ([18]) ، والعلاقات المتشابهة لا بد أن تتوافر فيها عنصر التأثير ، وهو العلم الذى يعنى بالبحث والمقارنة بين العلاقات المتشابهة بين الآداب المختلفة بعضها والبعض الآخر وبين الآداب وبقية أنماط الفكر البشرى من فنون وعلوم ([19]) وهذا التعريف يعنى توسيع نطاق دائرة البحث فى الأدب المقارن.
والمدرسة الفرنسية وروادها جويار وفان تيجم وبالنسبرجر يرون أن مفهوم الأدب المقارن هو دراسة الأداب المختلفة دراسة مقارنة([20]) ، والأساس الذى تقوم عليه المقارنة هو اللغة أى أن يكون هناك اختلاف فى لغة الأدبين اللذين يقارن بينهما .
أما المدارس الألمانية فترى دراسة الأداب المختلفة دراسة على أساس تلاقيها التاريخى بالرغم من اختلاف لغات هذه الآداب.
أما المدارس الإنجليزية فلم يظهر فيها اسم الأدب المقارن إلا متأخراً، ولكن كانت لديهم دراسات مقارنة.
أما الولايات المتحدة الأمريكية فإن الأدب المقارن يستوعب كل الدراسات المقارنة بين الآداب المختلفة أو بين الآداب وبعضها وغيرها من الفنون بوجه خاص وبينها وبين المعارف الإنسانية بوجه عام ([21]) يقول ثوربى ثورين : إن الأدب المقارن لا يلزم أحد بأى مبدأ سوى أن المقارنة هى الوسيلة الأكثر إفادة لتحليل أعمال الفن ([22]) ، هذا التعريف يجعل المقارنة أساساً لهذا العلم.
وقد ركزت بعض التعريفات على أن الأدب المقارن هو مقارنة العلاقات المتشابهة، وطالما أن هناك علاقات بين الآداب وبعضها فهى مجال الأدب المقارن، وحيثما لا علاقة بين رجل ونص وبين أثر وبيئة وبين بلد ومهاجر تتوقف العلاقة المشتركة فى الأدب المقارن لتبدأ علاقة النقد أو علاقة البيان والبلاغة . وفى تعريف لبعض النقاد - فإن الأدب المقارن هو مقابلة أدب بأدب آخر أو بآداب أخرى وبمحيطات أخرى للتعبير الإنسانى ([23]) ، وهذا التعريف يتفق مع المدرسة الأمريكية التى توسع ميدان الأدب بالفنون الأخرى.
ويرى جويار ([24]) أن الأدب المقارن ذا قدرة على التعبير وما زال من العبث الولوج فى تحديده.
والأدب المقارن يدرس مواطن التلاقى بين الآداب فى لغاتها المختلفة ، وهو لا يتناول التأثيرات الفردية فحسب بل ويعنى بالنماذج العامة والأجناس الأدبية.
إن دراسة التيارات الأدبية العالمية وعلاقاتها بالأدب القومى وصلة الأدب القومى بالآداب العالمية المختلفة تأثراً وتأثيراً اخذاً وعطاء هو ميدان الأدب المقارن.
ويرى د . محمد غنيمى هلال ([25]) بعد كل هذه المفاهيم والتعريفات أن التسمية باسم الأدب المقارن ناقصة فى مدلولها .
ويستند هذا القول إلى أن الأدب المقارن يدرس فى الأصل مواطن التلاقى بين الآداب فى لغاتها المختلفة ، وصلاتها العديدة فى ماضيها وحاضرها ، وما لهذه الصلات التاريخية من تأثير أيا كانت مظاهر ذلك التأثير سواء تعلقت بالأصول الفنية العامة للأجناس أو المذاهب الأدبية أو التيارات الفكرية أو أتصلت بطبيعة الموضوعات والمرافق والأشخاص التى تعالج أو تحاكى فى الأدب أو كانت تمس وسائل الصياغة الفنية والأفكار الجزئية فى العمل الأدبى أو كانت خاصة بصور البلاد المختلفة فى آداب الأمم الأخرى بوصفها صلات فنية تربط ما بين الشعوب والدول بروابط إنسانية تختلف باختلاف الصور ([26]) وهذا التعريف الشامل هو التعريف الذى أرتضيه تعريفاً لكتابى دراسات فى الأدب المقارن ( مع التطبيق على الآداب الإسلامية ) حيث سيكون تفصيلنا تاريخياً للنماذج التى أتناولها.
ما يخرج عن الأدب المقارن
وبناء على التعريفات السابقة فإن الموضوعات التالية لا تدخل ضمن الأدب المقارن، ولا تعد من الدراسات المقارنة التى يشملها الأدب المقارن :
* الدراسات العربية التى عقدت بين شعراء عرب باسم الوساطة والموازنة مثل: الوساطة بين المتنبى وخصومه للجرجانى ، والموازنة بين أبى تمام والبحترى للآمدى ، كما لا تدخل فى نطاق الأدب المقارن الدراسة التى قام بها طه حسين بين حافظ وشوقى .
* الدراسات التى تعقد بين أدباء من آداب مختلفة لم تقم بينهما صلات تاريخية حتى يؤثر أحدهما فى الآخر أو يتأثر به مثل عقد مقارنة بين الفردوسى وأحمد شوقى أو بين سعدى الشيرازى وناجى وذلك لانعدام الصلة التاريخية .
* الدراسات التى عُقدت بين نصين أدبيين فى لغتين مختلفتين لمجرد وجود تشابه بينهما أو تقابل دون وجود صلة تربط بين النصين ، فلا يجوز عقد مقارنة بين شاهنامة الفردوسى وملحمة الزير سالم أو عنترة أو الظاهر ببيرس أو أبى زيد الهلالى لانعدام الصلة بينهما .
* الدراسات التى تدخل ضمن أدب قومى واحد مثل المقارنة بين حافظ وشوقى أو بين بشار وأبى نواس أو بين مقامات بديع الزمان ومقامات الحريرى.
* الدراسات المقارنة التى كتبت بلغة واحدة ، فلا يجوز عقد مقارنة بين أعمال أدبية مكتوبة باللغة الإنجليزية فى بريطانيا وأخرى فى أمريكا أو عمل مقارنة بين عمل أدبى باللغة الفرنسية مكتوب فى فرنسا وآخر مكتوب فى كندا أو بلغة عربية بين عمل مكتوب باللغة العربية فى مصر وآخر فى العراق .
* ومما لا يدخل فى نطاق الأدب المقارن تلك الدراسات التى يكتبها باحثون بين نماذج لا ترتبط ببعضها إلا بمحض الصدفة مثلما فعل عبد الرزاق حميدة فى كتابه (فى الأدب المقارن) من موازنة بين قصيدة الذئب للفرزدق وقصيدة الذئب للفرنسى دى فنى.
ثانياً : نشأة الأدب المقارن
أ- نشأة الأدب المقارن فى أوربا .
ب- نشأة الأدب المقارن عند العرب .
أ- نشأة الأدب المقارن فى أوربا
يجب أن نفرق فى البداية بين الأدب المقارن كظاهرة موجودة فى الآداب ، وبين الأدب المقارن كعلم ، فالأدب المقارن ظاهرة قديمة منذ تفرعت الشعوب وظهر لها أدب ، وتلاقت هذه الشعوب فى علاقات حربية أو تجارية أو علاقات أخرى ، فتأثر أدب شعب بأدب شعب آخر أو أثر فى أدب شعب آخر .
فقد أثر الأدب اليونانى فى الأدب الروماني ، وتأثر الأدب اليونانى بالأدب الفرعونى ، وتأثر الأدب اللاتينى بالأدب اليونانى، وظهر فى عهد النهضة فى أوربا ما يسمى بنظرية المحاكاة ، والمقصود بها تقليد اليونانيين والسير على دربهم فى الأعمال الأدبية ، وقامت جماعة بتمجيد هذه النظرية ، وبحثت فى تراث اليونان والرومان للسير على دربهما والاقتداء بهما .
وظاهرة التأثر والتأثير موجودة فى الآداب الشرقية والغربية على سواء ، فقد قلد شعراء الفرس شعراء العرب ، وساروا على منوالهم، فوقفوا على الأطلال وبكوا الديار، بل ذكروا أماكن الأحبة وأسماءهم العربية وساروا على نمط القصيدة العربية الجاهلية .
كما قام الفرس بتقليد فن المقامات العربية التى وضعها بديع الزمان والحريرى، كما قام العرب بتقليد فن الرباعى الذى ينسب إلى الفرس.
أما علم الأدب المقارن فقد نشأ مع ظهور مدارس أدبية أوربية، فقد انقسم الأدب الأوربى فى القرن التاسع عشر إلى مرحلتين فى مدرستين متعارضتين هما:
* المدرسة الإبداعية والمدارس الواقعية .
كان من رواد المدارس الإبداعية : مدام دى ستايل (1766 - 1817) وشاتوبريان (1797 - 4848) ودى فينى (1797 - 1863) ولا مارتين (1790 - 1869) وفيكتور هوجو (1802 - 1885) والفريد دى موسيه (1810 - 1857) .
وكان من رواد المدارس الواقعية : بود لير (1821 -1867) ودى بانفيل (1823 - 1891 وليكونت دى ليل (1818 - 1894) ورمبو (1854 - 1891) ومالرميه وفرلين وجورج رونباخ ودى رينيه وغيرهم .
وتطور النقد فى القرن التاسع عشر أيضاً على يد فيلـــــمان (1790 - 1867) وسانت بيف (1804 - 1869) وتيـــــن (1828 - 1893) وبرونتير (1849 - 1907) وجون ليمتـــر (1853- 1914) ([29]) وقد أدى ظهور المدارس النقدية والمدارس الأدبية والنهضة العلمية فى أوربا إلى نشأة الأدب المقارن ، وظهر من الباحثين من يدعو لدراسة الأدب المقارن تحت مسميات مختلفة كلها فى نفس المضمون والمفهوم لهذا العلم.
وشهد القرن التاسع الميلادى فى أوربا دعوة لتدريس الأدب المقارن ، فقد أستخدم كوفيه 1800 اصطلاح " التشريح المقارن" واستعمل امبير تعبير " التاريخ المقارن " سنة 1848 ، وفضل فيلمان استعمال " المقارنة الأدبية " سنة 1892 ([30]).
لقد استخدم جان جاك امبير ثم سانت بيف سنة 1871 م اصطلاح " تاريخ الأدب المقارن " وقام دانو جورج براندس بدراسات فى هذا المجال ، وقدم بوسنيت 1886 م بكتابة كتابه النظرى " الأدب المقارن " وفى العام نفسه قام دوار رود بتدريس تاريخ الأدب المقارن فى جنيف ، وأصدر ماكس كوش فى ألمانيا مجلة الأدب المقارن ([31]).
وكتب بيتتز وبالدنبرجر عدة دراسات مقارنة ، وأسس بول هازار عام 1921 مجلة الأدب المقارن الفرنسية [32] .
ومن الدراسات فى مجال الأدب المقارن - التى ظهرت فى أوربا :
B- التاريخ المقارن للأدبين الأسبانى والفرنسى سنة 1843 .
B- تاريخ الآداب 1844
B- تأثير إيطاليا على الأدب الفرنسى فى القرن الثالث عشر حتى عصر لويس الرابع عشر 1853
B- كورنى و شكسبير - جوته 1864 .
B- مجلة الأدب المقارن فى المجـــر سنــــة 1877 de Litterature Comparee jourrnal)) ([33]) ، فى الوقت الذى كان فيه الأدب المقارن يتقدم فى فرنسا كان فى انجلترا متخلفاً ، وهذا يتضح من قول ماثيو آرنولد الإنجليزي سنة 1840 - الذى قال فى رسالة كتبها لأخيه :
" كم هو واضح الآن أن إنجلترا هى بمعنى ما متخلفة جداً عن القارة . مع أن العناية بالآداب المقارنة فى السنوات الخمسين الماضية كان يمكن أن تعلم كل واحد فيها ([34]) .
كان للأدب المقارن مكانته فى فرنسا بين الحربين العالميتين ، ونال أيضاً أهمية كبيرة فى ألمانيا على يد العالم كورت وايس .
وقد دخل علم الأدب المقارن الجامعات الفرنسية ومنذ سنة 1960 عقدت أهمية كبرى على المقارنات الأدبية وفى سنة 1966 قامت نهضة إصلاحية فى التعليم العالى عقدت لـ (التاريخ الأدبى العام) أهمية ، اعتبرته مهماً لدراسة الآداب الحديثة ، وتطورت الدراسات منذ سنة 1968 بشكل أفضل ، وما كان قبلاً وقفاً على بضع عشرات من الدارسين صار الآن ميداناً يدخله سنويا الآلاف([35]).
وأصبح علم الأدب المقارن الآن يدرس فى جامعات فرنسا وسويسرا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة والجامعات المصرية .
ولقد طالب رواد الأدب المقارن أمثال بول فان تيجم بأن يعرف الطالب فى الصفوف الثانوية شيئاُ ما من التنوع اللانهائى للأدب العالمى متجنباً دراسة الأدب الوطنى والآداب القديمة وحدها حتى ولو اعتمد على لغة أو لغتين أجنبيتين ([36]) والمقصود بالأدب العالمى هنا ليس ما قصده جوته وإنما الآداب الأخرى المعروفة .
ب- نشأة الأدب المقارن عند العرب :
كان الأدب العربى منذ زمن العباسيين مفتوحاً على الآداب الشرقية والغربية على السواء يأخذ منها ويعطى ، وكان عطاؤه أكثر من أخذه ، وتأثر الأدب فى العصر العباسى بالأدب الفارسى وأثر فيه.
لقد أثر الأدب اليونانى فى الأدب العربى فى العصر العباسى ، واستفاد الأدب العربى من الأدب عند الرومان والهنود ، وأثر الأدب العربى فى آداب الفرس والهنود أيضاً فى العصر العباسى.
واتصل الأدب العربى بالآداب الأوربية فى العصور الوسطى فغذاها بمواد موضوعاتها الأدبية فى ميدان الشعر وقصص الفروسية وقصص الحب ، بل أن الأدب العربى كان وعاء نقل الآداب الإسلامية والشرقية إلى أوربا ، فقد نقل إليهم القصة على لسان الحيوان وعلى لسان الطير عن الأدب الهندى والفارسى.
واتصل الأدب العربى بالأدب الأوربى فى عصر النهضة وفى العصر الرومانتيكى، وتصدر مجالات جديد كثيرة فى الآداب الإسلامية ، وخاصة الأدب الفارسى ، وفى العصر الحديث توثقت العلاقة بين الأدب العربى والآداب الأوربية.
ولقد ركز الباحثون فى مجالات البحث المقارن على علاقة الأدب العربى بالآداب الغربية ، وظنوا أن هذا هو الأدب المقارن دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن علاقة الأدب العربى بالآداب الشرقية.
وقد تكفل الباحثون فى اللغات الشرقية ببحث العلاقات بين الأدبين العربى والفارسى ، والعربى والتركى ، والعربى والأردى، وبالأخرى بين الآداب الإسلامية جميعها وبين الأدب العربى.
وقد يظن البعض أن العلاقة بين الأدبين العربى والفارسى من الموضوعات القديمة التى تتعلق بفترة العصر العباسى فقط ولكن الواقع أن المؤثرات العربية كثيرة على الأدب الفارسى حتى العصر الحديث ، نظراً لترجمة أمهات الأعمال الأدبية العربية القديمة والحديثة إلى اللغة الفارسية ، كما أن هنا تأثيرات فارسية وتركية وأردية على أدبنا العربى الحديث ، وخير مثال على هذا تأثر نجيب محفوظ فى أعماله الأدبية وخاصة (الحرافيش) بمؤثرات فارسية، كم أن هناك تأثيرات تركية وأوردية وفارسية كثيرة منها تأثيرات ناظم حكمت ومحمد إقبال والخيام على كثير من الأدباء والشعراء العرب فى العصر الحديث مما يؤكد استمرارية التواصل بين الآداب الشرقية والآداب العربية.
ونظراً لكون علم الأدب المقارن قد نشأ نشأة أوربية لهذا نجد أن رجال الأدب المقارن العرب الذين بحثوا فى هذا المجال ، قد اتجهوا وجهة أوربية بصفة عامة وفرنسية بصفة خاصة.
وبدأت ملامح التأثيرات الأوربية تظهر فى القرن التاسع عشر فى كتابات رفاعة رافع الطهطاوى ثم على مبارك ، وإن ظل هدف الاثنين إصلاحياً بعيداً عن الميدان المقارن.
ومن الرجال الأوائل الذين سعوا لعقد مقارنات بين الأدب العربى والآداب الأوربية خليل ثابت داغر ونقولا فياض وأمين حداد ونجيب حداد ويعقوب صروف ([37]).
وكان سليمان البستانى من الأوائل الذين ولجوا ميدان الأدب المقارن بدراسته الواسعة التى قام بها حول الإلياذة بعد أن عربها شعراً ([38]).
وكان روحى الخالدى من فرسان هذا الميدان أيضاً ومن الأوائل فقد نشر كتابه " تاريخ علم الآداب “ فى مقالات عدة نشرت بمجلة " الهلال " المصرية فى سنتى 1902 - 1903 ثم طبع الكتاب كاملاً سنة1908 .
فقد استخدم روحى الخالدى تعبير " علم " على الأدب مما يؤدى علمية الأدب ، وهذا تأثير للاتجاه الفرنسى الذى ذاع وانتشر فى نهاية القرن التاسع عشر مع التأكيد على علمية الأدب.
وكان كتابه " تاريخ علم الأدب عند الفرنج والعرب وفيكتور هوجو " يعتمد على المقارنة القائمة على التأثير وهو يشير فيه إلى ما أقتبسه الأوربيون عن العرب من أدب وشعر ويعالج الكتاب الموضوعات المقارنة التالية :
?1- إنشاء فقراء الأفرنج للنشائد والمدائح العربية
?2- أخذ التروبادور علم القوافي عن العرب .
?3- اقتباس الأفرنج أقاصيهم عن العرب .
?4- الأصل العربى لمسرحية السيد .
?5- عقد مقارنات بين الشعر العربى والشعر الفرنسى .
?6- المقارنة بين ملهاة تارتوف لموليير وأبيات للمعرى تقترب منها فى المغزى .
?7- المقارنة بين قواعد الاتباعية الجديدة وبيت لحسان بن ثابت
?8- المقارنة دائماً بين هوجو والمعرى ([39]).
وبهذه الدراسات دخل روحى الخالدى ([40]) ميدان الأدب المقارن من أوسع أبوابه وصار من رواد الأدب العربى المقارن .
ومن رواد الأدب المقارن المعاصرين لروحى الخالدى قسطاكى الحمصى الحلبى، وله كتاب " منهل الوارد فى علم الانتقاد " نشره فى جزئين خلال سنتي 1906 و 1907 ، وعقد مقارنات بين الأدب العربى والآداب الأوربية .
وفى العصر الحديث أيضاً يقف محمد غنيمى هلال ([41]) على رأس أساتذة الأدب المقارن، وتشهد أعماله ودراساته فى مجال الأدب المقارن على ريادته الحقيقية لهذا العلم ، فقد وضع الأسس العلمية والقواعد السليمة لمدرسة الأدب المقارن العربية ، ويمتاز محمد غنيمى هلال عن غيره فى هذا المجال أنه لم يقف مشدوها بالأعمال المقارنة بين الأدب العربى والآداب الأوربية فحسب بل كان فارساً أيضاً فى مجال الدراسات المقارنة بين الأدب العربى والآداب الشرقية وفتح مجالاً أمام الباحثين فى الآداب الشرقية والغربية بلغتها المختلفة .
ويعد محمد عبد السلام كفافى أيضاً من رجال هذا العلم القلائل، حيث تميزت كتاباته بالمقارنات بين الآداب الشرقية والغربية على السواء ، ومكنه من هذا إلمامه باللغات الشرقية والأوربية بالإضافة إلى عربيته .
ومن الدراسات التى قام بها أساتذة الدراسات الشرقية فى مجال الأدب المقارن ما قام به عبد النعيم حسنين وبديع جمعة والسعيد جمال الدين ومحمد نور الدين عبد المنعم وطلعت أبو فرحة وعبد السلام فهمى وخليل عبد المجيد، وقد غطت أبحاثهم ودراساتهم مجالات عديدة فى الدراسات المقارنة .
كما قام كثير من أساتذة الأدب العربى بدراسات مقارنة مع آداب أوربية أو شرقية تبعاً لإمكانياتهم اللغوية ومعرفتهم باللغات.
كما أن هناك دراسات أيضاً عديدة فى مجال الأدب المقارن قام بها أساتذة الآداب الفرنسية والإنجليزية والألمانية والأسبانية من العرب .
وقد أصبحت مادة الأدب المقارن من المواد التى تدرس فى جميع أقسام اللغات بكليات الآداب والتربية ودار العلوم واللغات والترجمة وكليات اللغة العربية بالجامعات العربية ومنها جامعة أم القرى .
ثالثاً : ميدان الأدب المقارن
تحدثت من قبل عن الموضوعات التى لا تدخل تحت اسم الأدب المقارن ، وفى هذه الصفحات أتحدث عن الموضوعات التى تدخل تحت اصطلاح الأدب المقارن ، وبمعنى آخر مجالات وميادين الأدب المقارن .
إن التيارات الأدبية العالمية هى ميدان الأدب المقارن ومحورها دائماً الأدب القومى فى صلته بالآداب العالمية وامتداد التأثير فيها واغنائها أو بالتأثير بها والغنى بسببها([42]) .
ولا يقف الأدب المقارن عند دراسة التيارات الفكرية والأجناس الأدبية والقضايا الإنسانية فى الفن والأدب بل إنه يكشف جوانب تأثير الكتاب فى الأدب القومى بآداب الأمم الأخرى وبالآداب العالمية.
فنحن لاندرس فكرة أو قصيدة فى أدبين أو أكثر أو ندرس صورة البخيل أو الكريم فى أدبين أو أكثر فحسب بل إن الأمر يشمل الجوانب الفردية كتأثر أديب أو شاعر بثقافة أو فكر أو أدب شعب آخر أو أديب أو شاعر آخر فى لغة أخرى ، مثل تأثر بشار ابن برد وأبى نواس مثلاً بالثقافة الفارسية ، وتأثر الرودكى أو منوجهرى بشعر المتنبى أو بشعر أبي نواس، أو تأثر سعدى أو حافظ الشيرازى بالعربية .
لقد حدد فاينشتاين ([43]) ميدان الأدب المقارن على ثلاثة مستويات:
E- التاريخ الأدبى العام .
E- النقد الأدبى العام .
E- النظرية الأدبية المقارنة .
وهو بهذا قد جعل تبادل التأثير أساساً ، ولكنه لم يصرف النظر عن المقارنة ، ولو كانت غير مبنية على التأثير والتأثر وأى عمل أدبى يخضع لوحدة من المستويات السابقة يصبح ميداناً للأدب المقارن .
ويرى وارين ([44]) أن الأدب المقارن يشمل مجالات متميزة ، فقد يعنى بدراسة الأدب الشفهى وبخاصة موضوعات القصص الشعبي وهجرته وكيف ومتى دخل حقل الأدب (الفنى) الذى هو أكثر (رقيا) منه ، هذا النوع من المشاكل يمكن أن يلحق بالأدب الشعبى .
ولما كان ميدان الأدب المقارن يقوم أصلاً على البحث فى الصلات الدولية بين مختلف الآداب فإن هناك شروطاً وضعتها المدرسة الفرنسية أقدم المدارس فى الأدب المقارن - على أساسها تقوم المقارنة وهى :
1- اللغــة :
لا بد من اختلاف اللغات بين الآداب - يعنى دراسة الأدب القومى مع أدب آخر فى لغة أخرى ، ومن ثم يدخل ميدان الدراسة كل عمل أدبى فرنسى وإنجليزى أو عربى وإنجليزى أو عربى وفارسى أو كل هذه الأعمال فى هذه اللغات ، فاختلاف اللغة شرط أساسى وهذا يعنى أيضاً أنه لا يدخل فى نطاق الأدب المقارن ما هو فى لغة واحدة وفى قطرين مختلفين يعنى لا يدخل هذا المجال المقارنة بين عمل أدبي فارسى مكتوب فى أفغانستان وآخر فى إيران أو عمل فرنسى مكتوب فى فرنسا وآخر فى أفريقيا .
2- الصلة التاريخية :
لا بد من وجود صلة تاريخية بين العملين اللذين نقارن بينهما فمثلاً لا يمكن أن أقارن بين الفردوسي وشكسبير أو أقارن بين عمل أدبى لموليير ونظامى الكنجوى ، وذلك لعدم وجود صلة تاريخية ، ولكن يمكن عقد مقارنة بين قصص القرآن الكريم والقصص التى نظمها شعراء الفرس أو الترك وذلك لوجود صلة تاريخية .
ومن ثم يمكن أن نقول أن الموضوعات التالية تدخل فى نطاق الأدب المقارن ، وهى فى الميدان الحقيقى للأدب المقارن ، وهذه على سبيل المثال لا الحصر:
أ- دراسة الموضوعات الأدبية :
• دراسة الخرافة على لسان الحيوان فى الأدبين العربى والفارسى .
• دراسة النوروز فى الأدبين العربى والفارسى .
• دراسة الخرافة على لسان الطير عند الفرس والعرب والأوربيين.
ب- دراسة الأجناس الأدبية .
• دراسة فن المقامات فى الأدبين العربى والفارسى
• دراسة فن الرباعى فى الأدب العربى والفارسى والأردى والإنجليزى .
جـ - دراسة تأثير كاتب ما فى أدب أمة أخرى :
• تأثير ابن عربى على شعراء الفرس والترك
• تأثير عمر الخيام على شعراء العرب والشعراء الأوربيين
د- دراسة مصادر الأديب :
• دراسة مصادر الطبرى فى كتابه.
• دراسة مصادر الاصفهانى فى كتابه الأغانى .
• دراسة مصادر عبد الله بن المقفع فى كليلة ودمنة والأدب
الصغير والأدب الكبير والتاج .
• دراسة مصادر سعدى الشيرازى فى الجلستان
هـ - دراسة أحد الشعراء أو الكتاب دراسة تبين نواحى التأثر بالآداب الأجنبية.
• تأثر أبي نواس أو بشار بن برد أو ابن الرومى بالآداب الفارسية .
• تأثر جلال الدين الرومى بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة
و- دراسة التيارات الفكرية التى تسود عصر ما أو حركة معينة.
ز- دراسة بلد ما كما يصور أدب أمة أخرى
ح - دراسة بلد ما كما يصور أدب أخر .
ط- دراسة أدب الرحلات .
ى- دراسة الأدباء والشعراء الذين فاقت شهرتهم حدود بلادهم.
ك- دراسة نوع أدبى دراسة تاريخية تهدف إلى بيان ما فى هذا الأدب من أصالة أو تقليد وتكشف عن تطور النوع الأدبى فى مختلف الآداب .
ل- دراسة قصة إنسانية أو أسطورية عولجت فى عدة آداب أخرى.
م- دراسة نموذج إنساني فى أكثر من أدب .
ن- تحقيق التاريخ الأدبى لأمة من الأمم وذلك لبيان عوامل التأثير التى قامت بين أدب تلك الأمة والأمم الأخرى .
س- دراسة المذاهب الأدبية
والميادين التى يجول فيها الأدب المقارن واسعة وقد أحسن جويار ([45]) حين قال : أنه من العبث تحديد الأدب المقارن ، وهذا يعنى اتساع دائرة الأدب المقارن ، وتعدد ميادينه .
ويمكن أن نقول أن ميادين الأدب المقارن هى جميع النوافذ التى يطل منها الأدب القومى على أى أدب فى أى أمة أخرى ، وهى جميع المخارج التى أثر من خلالها الأدب القومى فى الآداب العالمية فى عصوره المختلفة ، سواء فى إفادته أو استفادته منها.
أدوات البحث فى ميدان الأدب المقارن
يحتاج الباحث فى ميدان الأدب المقارن لعدة أدوات لا بد له من الإلمام بها وهى:
أولاً : معرفة تامة للغات
يجب على الباحث معرفة لغات الآداب التى يدرسها حتى يتمكن من قراءة النصوص من اللغة التى يقارن بها ، فمثلاً إذا أراد الباحث دراسة شخصية البخيل فى الأدب الفرنسى والإنجليزى والعربى عليه الإلمام بلغات هذه الآداب، ذلك لأن هناك مدلولات للألفاظ التى تعبر عن شخصية البخيل لا يمكن أن تعرف بدقة إلا فى لغتها الأصلية ، ولا يمكن ترجمتها ، وأضرب مثلا لمن يدرس أثر القرآن في الشعوب الإسلامية فى الفارسية والتركية والأردية ، لا يمكن أن يعرف مدلول اللفظ إلا إذ عرف اللغة العربية جيداً .
أما الاعتماد على الترجمة فهى طريقة ناقصة لا تليق بباحث فى الأدب المقارن ، بالإضافة إلى أن لكل لغة خصائص ولها مميزاتها التى تجعلها لا تفهم إلا فيها ولا تذوق إلا بقراءة نصوصها ([46]) .
وأضرب مثلاً لترجمة رباعيات الخيام والتى قام بها الشاعر الكبير أحمد رامى ، ففى النص الفارسى جمال ومتعة أفضل من الترجمة مع أن ترجمتها الشعرية نقلت المضمون بشكل متميز ، ومع ذلك فإن خصائص النص الفارسى والخصائص الفنية للرباعيات الفارسية أفضل بكثير من كل الترجمات .
ثانياً : معرفة الحقائق التاريخية :
المقارنة لا تتم للنص المجرد بل تبحث عن عمق تاريخى للنص للوصول إلى العلاقات الكامنة وراءه ، ويجب على الباحث فى ميدان الأدب المقارن أن يعرف معرفة تامة للحقائق التاريخية لموضوع دراسته ، ويكون صاحب ثقافة تاريخية كافية تمكنه من إدراك الصلات التاريخية للعمل الأدبى ، فمثلاً إذا أراد الباحث دراسة الخرافة على لسان الحيوان أو الأدب الكبير أو الأدب الصغير والمؤثرات الفارسية ، فلا بد أن يطلع على التاريخ السياسى والأدبى للفترة التى كتبت فيها هذه الأعمال وعندئذ سينجلى له حقائق توضح له الصلات التاريخية بين الأدبين
فمثلاً عند دراسة الأثر الفارسى في شعر أبى نواس نجد أن الشاعر يفخر بالفرس ، وكذلك نجد بشار بن برد والدارس للتاريخ السياسى في هذه الفترة يدرك أسباب هذا الفخر ، وأسباب توجه هذان الشاعران الى الفرس خاصة لمدحهم والافتخار بهم .
فالباحث يجب أن يطلع على تاريخ البلد الذي يدرسه ويعرف التاريخ السياسى والأدبي للمنطقة الواقعة في دائرة بحثة .
ثالثاً : معرفة الآداب المختلفة في عدة بلدان
يجب على الباحث في الأدب المقارن معرفة آداب البلد الذي يدرسه والبلدان التى يبحث عن الصلات التاريخية بين آدابها ، فمثلاً من يقارن بين آداب عربية وفارسية عليه أن يعرف جيداً شعراء وأدباء العرب والفرس وأهم الاجناس الأدبية والتيارات الفكرية والمدارس التى ينتمى اليها هؤلاء الأدباء .
رابعاً : الالمام بالمراجع العامة
على الباحث الالمام بالمراجع العامة ومعرفة طرق البحث العلمى في المسائل التى هو بصدد دراستها وهذه النقطة عامة لا تتعلق بالباحث في الأدب المقارن فقط بل تنطبق على جميع الباحثين في أى عمل أدبي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://brahimi.forumarabia.com
 
(دراسة فى الآداب الإسلامية ) أ.د/ أحمد عبد القادر الشاذلى عميد كليــة الآداب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» امريكا الجنوبية دراسة جغرافية وبشرية واقتصادية
» مطالعة العمومية بالمكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة: دراسة لدائرة خدمات المستفيدين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مكتبة الأنيس بالجلفة بحوث مذكرات و رسائل التخرج الجامعية الجاهزة :: منتدى الجامعة والبحث العلمي :: مندى الادب العربي-
انتقل الى: