مطالعة العمومية بالمكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة: دراسة لدائرة خدمات المستفيدين

مقدمة:
تمثل المكتبات العامة دعامة أساسية للتقدم العلمي والحضاري ومرآة تعكس تاريخ الشعوب وأنماط معيشتها وحضارتها وتؤدي دوراً حيوياً في تطوير قدرات المجتمع ونشر القيم التقدمية والوعي الثقافي وتعليم وتربية الأجيال لتأخذ دورها في بناء المجتمع وتحقيق تقدمه وازدهاره باعتبارها مؤسسات ثقافية وعلمية وتربوية، جامعة لكل الشعوب• فأصبحت هذه المكتبات لازمة من لوزام المواطن ترافقه في كل مراحل حياته حيث يحتاجها في دراسته وأوقات فراغه ووظيفته واستقراره، فتعلمه فن الحياة وتوسيع خبرته وتنمية قابليته وإظهار مواهبه ليستفيد منها مجتمعه•
فمن أهداف هذه المكتبات إتاحة جميع مصادر المعلومات المتوفرة بها مجاناً وتوفير إمكانيات البحث الحر والثقافة الذاتية وتشجيع وتدعيم عادة القراءة بإرضاء مختلف الأذواق، فيتعبر إذاً وجود المكتبات العامة صرحاً للتعليم ومركزاً للثقافة والبحث وتهيئة لجيل مثقف وواع قادر على تحمل مسؤوليته• ولقد أ صدرت اليونسكو عام 1949 بياناً للمكتبات العامة باعتبارها قوة حيوية للتربية والثقافة والعلوم، وأهم ما جاء في البيان، توضيح أن إنشاء هذا النوع من المكتبات ودعمها هما من واجبات الحكومة مع التأكيد على ضرورة الاهتمام بمكتبات الأطفال وتوفير فرص المطالعة الحرة لهذه الشريحة المهمة من المجتمع (1)• وبذلك وجب على المكتبات العامة توفير الاحتياجات الأساسية لذلك المجتمع ودراسة بيئته ومستويات تعليم أفراده ومعرفة التطور التاريخي للتراث الثقافي له بغرض تقديم خدمات متكاملة للأفراد دون تمييز بسبب اللون أو العرق أو الجنس أو الدين أو العمر أو المستوى الثقافي أو غير ذلك، وتحصل بالتالي على مصادر المعلومات بمختلف الموضوعات والأشكال (2)• فأصبحت هذه المكتبات حلقة الوصل في نقل التراث الثقافي إلى المجتمع الذي توجد فيه• فمع ازدياد وسائل المعرفة أصبح من الصعب على الإنسان أن ينقل ثقافته من جيل إلى جيل فكان لا بد من إنشاء مؤسسة تؤدي هذه المهمة•
تختلف المكتبات الوطنية عن بعضها البعض فيما يتعلق بتبعيتها وهياكلها التنظيمية والإدارية• فالمكتبة الوطنية الجزائرية مثلاً، أخذت على عاتقها تأدية مهام المكتبة الوطنية باعتبارها الهيئة التي تقوم بجمع التراث الفكري الوطني، حفظه، وتنظيمه، والإعلام عنه من جهة، ومن جهة أخرى مهام المكتبة العامة من خلال دائرة خدمات المستفيدين• فتقوم من خلال الخدمات المباشرة وغير المباشرة التي تقدمها لروادها، بتيسير الاستفادة من المجموعات بمختلف أنواعها ويتم ذلك عن طريق تنظيم موادها بإعداد الفهارس اليدوية والآلية وتصنيف الكتب وترتيبها وفق التقنيات العالمية لتيسير استرجاعها، واتخاذ إجراءات استعارة الكتب والدوريات والمواد السمعية البصرية التي تلائم الجمهور وعقد ملتقيات وإعداد معارض للوثائق في مناسبات وطنية ودولية وتوفير الخدمات المرجعية والمعلومات عن طريق القواميس والأطالس والموسوعات• دائرة خدمات المستفيدين مهيأة لأن تخدم أفراد العائلة كلها في وقت واحد وفي فضاءات مختلفة• فالطفل يجد ركنه الخاص وبمستواه الذهني والزمني والكبار يرتادون أقسام خاصة بهم وحتى من كان مكفوفاً خصص له جناح لخدمته، فهي تهدف إلى رفع المستوى العلمي والوظيفي والسياسي للأفراد وإثراء معارفهم وبث روح المبادرة والابتكار لديهم بالتعرف على ما هو جديد في العالم وإخراج المناطق الريفية والنائية من العزلة•
فمن خلال دراستنا الميدانية للمكتبة الوطنية وبالتحديد لدائرة خدمات المستفيدين التابعة لمديرية الاتصال والبحث نقدم وصف للموقع ولأهم الإمكانيات المادية والبشرية المتوفرة والأنشطة والخدمات التي تعمل كل مصلحة من المصالح الأربعة لهذه الدائرة على إنجازها وتقديمها لروادها•
نبذة تاريخية عن المكتبة العامة بالمكتبة الوطنية الجزائرية:
يعتبر حي الحامة المقر الجديد للمكتبة الوطنية الجزائرية بعد أن كان مقرها بفرانس فانون بوسط الجزائر العاصمة وتبلغ مساحتها 67000م2 وتتوزع على ثلاثة عشرة طابق حيث تم الإعلان عن مشروع هذا المبنى الجديد في بداية الثمانينيات وشرع في تطبيقه في 10 ديسمبر 1986. بمناسبة 01 نوفمبر 1994 واحتفالاً بالذكرى الأربعين لاندلاع حرب التحرير تم افتتاح مقر الحامة ليتسع لحفظ ثمانية ملايين مجلد واستقبال 2330 قارئ في نفس الوقت•
إن أول الفضاءات التي فتحت للمستفيدين كانت مصلحة المخطوطات والكتب النادرة في سنة 1994 بينما الفضاءات الخاصة بالمطالعة العمومية تم افتتاحها في 16 أبريل 1998 الذكرى الوطنية ليوم العلم• فالفضاءات التي تم تدشينها والتابعة لدائرة خدمات المستفيدين تخص أربعة مصالح، وهي مصلحة تسيير الإعارة وتوجيه القراء ومصلحة المطالعة العامة (المكتبة المتنقلة) ومصلحة الطفولة والشباب ومصلحة السمعي البصري التي تهدف كلها لزرع حب المطالعة لدى المواطنين أياً كانت الشريحة التي ينتمون إليها•
1ـ مصلحة تسيير الإعارة وتوجيه القراء:
تستقبل فضاءات هذه المصلحة عامة الناس من كل الشرائح الذين يتراوح أعمارهم من سن السادسة عشر فما فوق من السبت إلى الأربعاء من الساعة 8.45 صباحاً إلى الساعة السادسة مساءاً• فيقوم موظفو المصلحة السبعة عشر على خدمة القراء بتوجيههم وتقديم الخدمات اللازمة لهم وذلك باختيار كتب المطالعة العمومية من مجمل الكتب التي تقتنيها مصلحة التزويد للمكتبة الوطنية وفقاً لطلبات واحتياجات القراء• تقع هذه الفضاءات في الطابق الثاني من مبنى المكتبة حيث تتوفر ستة مكاتب وقاعتين للمطالعة يمكن أن تستقبل 520 قارئ في نفس الوقت• رغم توفر عدد كبير من المقاعد فإنه لا يكفي لاستقبال كل المنخرطين خاصة أن عدد المسجلين في المكتبة يرتفع كل سنة حيث قدر مثلاً في سنة 2001 ب 7468 قارىء• فيرجع الاهتمام بهذه المكتبة كونها وحيدة ومثالية من ناحية الخدمات والتجهيزات التي توفرها لقرائها إذا قورنت بالمكتبات العامة المتوفرة في جميع أنحاء الجزائر•
من القاعات المفتوحة للقراء نجد قاعة أولى للعلوم الإنسانية والاجتماعية (خصص فيها جناح للمكفوفين وضعيفي النظر يستوعب تسعة مقاعد، مجهز بآلات قراءة لتكبير الحروف ويحتوي على كتب البراي)، وقاعة ثانية للمراجع والعلوم البحتة والعلوم الدقيقة والفنون•
يقدر رصيد الكتب الموجهة للمطالعة العمومية داخلياً بـ 26258 وحدة موزعة كما يلي:





المصدر: التقرير السنوي لمصلحة تسيير الإعارة وتوجيه القراء، جانفي 2002
أما بالنسبة للكتب المخصصة للإعارة الخارجية فيقدر عددها بـ: 9285 عنوان (24919 نسخة) موزعة على النحو الآتي وفق اللغات: 6704 عنوان باللغة العربية أي (18901 نسخة) و2581 عنوان باللغة الأجنبية أي (6018 نسخة) بالإضافة إلى رصيد المكفوفين المقدر بـ 231 عنوان•
يتم كل سنة إثراء الرصيد حسب طلبات القراء رغم أنه يلاحظ عدم إدراج الطرق الحديثة المعتمدة في الإدارة العلمية لتسيير المكتبات لغاية اليوم لدراسة احتياجات القراء بطريقة علمية بحتة اعتماداً على الاستقصاءات بدراسة نتائجها هذا على سبيل المثال، ويبقى هذا من المشاريع التطويرية لمصلحة التزويد المستقبلية•
بدأت مصلحة تسيير الإعارة وتوجيه القراء ككل المكتبات العامة في العالم، بإنجاز عدة أعمال تتمثل في فهرسة الكتب المخصصة للإعارة الخارجية لإنشاء الفهارس البطاقية ابتداءاً فقط من سنة 2001 عندما تعرضت المصلحة العامة لعدة مشاكل أثناء العطل الذي ورد في أجهزة التكييف والذي لم يسمح باستغلال الأجهزة الآلية المستعملة في البحث الآلي وفي تسيير الإعارة الخارجية للكتب• ومن ثم أصبح من الضروري إنجاز الفهارس اليدوية التي لا يمكن الاستغناء عنها، لتفادي توقف عمل المصلحة مما يؤدي إلى تقديم خدمات لا تكون في المستوى المرجو منها• بينما نلاحظ، أن عملية إنجاز قاعدة بيانات الكتب كانت متوفرة منذ افتتاح المكتبة للمستخدمين أي في سنة 1998 • فمنذ افتتاح أبوابها للمستفيدين وضعت في متناولهم فهارس آلية تسمح بالبحث الآلي للوثائق عن طريق أسماء المؤلفين والعناوين والمواضيع تحت نظام المينيزيس بالإضافة إلى اعتمادها نظام الرفوف المفتوحة بترتيب الكتب المعارة داخلياً في قاعات المطالعة وفق التصنيف العشري لديوي حيث يوضع رقم التصنيف على كعب الكتاب، وذلك يسهل على مرتادي المكتبة سرعة الوصول إلى الكتاب بكل يسر وسهولة• كما يستفيد القارئ من خدمة الإعارة الخارجية باستعارة كتابين في كل مرة لمدة أسبوعين قابلة للتجديد مرة واحدة، مرتين في الأسبوع•
تتم عملية البحث الآلي للكتب من طرف عمال المصلحة الموجودين على مستوى بنكي الإعارة الداخلية والخارجية (على أن توضع في المستقبل مطاريف في متناول القراء للقيام بأبحاثهم الآلية بمفردهم)• فكل قاعة مجهزة بمطرافين يتم بواساطتهما إرشاد المستخدمين وإجراء بحوث ببليوغرافية بمداخل مختلفة اعتماداً على الروابط البولينية• كما يتوفر جهاز كمبيوتر لتسيير عملية الإعارة الخارجية للكتب حيث تعتبر هذه الأخيرة، إحدى الخدمات الرئيسية التي ترمي المكتبة إلى تحقيقها ويمكن للقارئ كذلك، الاستفادة من خدمة الاستنساخ حسب الطلب بشراء بطاقة للاستنساخ•
يقوم موظفو المصلحة بعدة أعمال أخرى كإعداد ومتابعة الإشعارات آلياً، الخاصة بالتأخير في إرجاع الكتب وإرسالها للقراء وجرد كتب الإعارة الخارجية والداخلية وإعادة تجهيزها بوضع ملصقات الشفرة وأشرطة منع السرقة• رغم توفر آلات ضد السرقة في مدخل كل قاعات المطالعة، على المكتبة اقتناء تجهيزات أكثر فعالية لتفادي ظاهرة السرقة• فقد برهنت التجارب أنه من أحسن الطرق للتقليل من نسبة السرقة في المكتبات هو توفير الكاميرات للمراقبة المركزية وعليه فعلى المكتبة الوطنية في مخططاتها المستقبلية تجهيز المؤسسة ككل بهذه التجهيزات الضرورية والمهمة•
منذ بداية سنة 2002 فتح فضاءين جديدين أمام قاعات المطالعة لتقديم خدمة جديدة وهي استعمال الإنترنيت• فكل فضاء مجهز بخمسة عشر جهاز كمبيوتر (بذلك يقدر المجموع بثلاثين 30 حاسوباً)• كما فتحت قاعة ثالثة للعمل الجماعي في أيام العطل الفصلية بالطابق الثالث•
من النشاطات الأخرى للمصلحة، مشاركتها في إعداد معارض للتعريف مثلاً بالمقتنيات الجديدة قبل وضعها في متناول قرائها• رغم توفر كل هذه الخدمات ورغبة المكتبة في تحسين خدماتها وتقديم مناخ ملائم للمطالعة فهي تعاني من بعض المشاكل كعدم توفر العدد الكافي من المراقبين والموظفين(1)•
2ـ مصلحة المطالعة العمومية (المكتبة المتنقلة):
يهدف مشروع المكتبة المتنقلة إلى وضع سياسة جديدة للمطالعة العامة في الجزائر والتي تعتمد أساساً على المكتبات السيارة، حيث أوكلت هذه المهمة للمكتبة الوطنية بموجب المرسوم التنفيذي رقم 93.149 الصادر بتاريخ 22 جوان 1993 المتضمن القانون الأساسي للمكتبة الوطنية الجزائرية• فمن أهدافها إذاً، خدمة المواطنين من جميع الشرائح بالانتقال إليهم عن طريق المكتبات الجوالة حيث تتولى مهمة الوصول إلى أبعد المناطق من التراب الوطني وبالتحديد المناطق النائية والمنعزلة والبعيدة عن الوسط والبلديات التي تفتقر إلى المكتبات للرفع من المستوى العلمي والمعرفي للمواطن• فتعتبر هذه التجربة وحيدة بالجزائر يتوقع تعميمها في المستقبل على كامل التراب الوطني•
تتمركز مواقع العمل بالطابق السفلي للمكتبة (1) ويتوفر للمصلحة اثنتا عشرة عربة متنقلة (أربعة من النوع الثقيل وثمانية من النوع الخفيف قدرة تخزينها يتراوح ما بين 1500 إلى 3500 مجلد ومجهزة لأداء مهام المكتبات الثابتة)• يعمل بها ثلاثة عشر موظفاً من مختلف المستويات يقومون بعدة أعمال كتسيير الرصيد المخصص للمطالعة عن طريق معالجته وتجهيزه وترتيبه باعتماد قائمة رؤوس الموضوعات العربية وتصنيف ديوي العشري مع تكوين قاعدة بيانات له•
يتكون الرصيد من 33895 عنوان (68407 وحدة) حيث هيأت المصلحة في سنة 2001، أربعين رصيداً يحتوي كل واحد منهم على 1200 عنوان (30000 وحدة) (1) توزع على خلايا التقارب الموجودة على مستوى البلديات التي تعاقدت مع المكتبة للاستفادة من خدمات المكتبة المتنقلة والتي بدورها تتولى توزيعها على المكتبات المدرسية والثانوية••• أو تتركها على مستواها إذا توفرت بها شروط التخزين وحفظ الوثائق على أن تقوم هذه الأخيرة بإعارتها على المنخرطين بها• لكن منذ ابتداء عملها أي في سنة 1999، تعرضت المصلحة إلى عدة مشاكل أدت بها إلى توقيف الرحلات التي كانت تبرمجها إلى تلك المناطق وهذا يرجع إلى الظروف الأمنية السائدة بالجزائر• رغم ذلك للمصلحة عدة برامج وتقوم بإعداد عدة نشاطات وأعمال لمحاولة تجاوز العقبات التي تعترضها أثناء أداء مهامها حيث قامت المكتبة في سنة 2001 بعدة تنقلات على مستوى عدة ولايات في وسط البلاد في انتظار تعميمها على الولايات الأخرى ويمكن أن نذكر بعض المناطق التي استفادت من خدمات المكتبات المتنقلة كما هو مبين في الجدول التالي:
ولقد وقعت المكتبة الوطنية على عدة اتفاقيات جديدة لسنة 2002 مع ولاية البيض وباش جراح مع إعادة تجديد اتفاقات مع الهيئات التي تعاملت معها من قبل كولاية تيبازة والبليدة•
3ـ مصلحة الطفولة والشباب:
تعتبر مرحلة الطفولة من المراحل المهمة لتكوين شخصية الفرد بجوانبها الجسمية والعقلية والنفسية المختلفة• لذا فقد أولت كثير من البلدان أهمية خاصة لرعاية الطفولة لأن الأطفال هم شباب المستقبل وعماده• وتعد مكتبة الطفل من أهم المؤسسات التي تعمل على تكوين الطفل وصقل مواهبه وتنمية قدراته وتوجيهها التوجيه الأمثل من خلال ما تقدمه له من مصادر معلومات تناسب حاجاته ورغباته القرائية ومن خلال الأنشطة والخدمات المتنوعة• فهي تعوده على التمتع بأوقات فراغه وشعوره بالسعادة وذلك بتدريبه على ارتياد المكتبة واستعمال الوثائق لإكسابه خبرات تعينه بعد تخرجه من المدارس على البحث والاطلاع واستعمال المكتبة في كل مراحل حياته• لتحقيق هذه الأغراض، تستقبل مصلحة الطفولة والشباب، الأطفال من سن السادسة إلى سن الخامسة عشر من السبت إلى الأربعاء ابتداءاً من الساعة 8.45 صباحاً إلى السادسة 18 مساءاً•
يشمل رصيد المصلحة على مائة وأربعين ألف وثمانية وستين 140068 كتاباً وثلاثة عشر 13 قرصاً وسبعة عشر 17 شريط فيديو وخمسة وعشرين 25 شريطاً سمعياً• وتبقى نسبة المواد غير الكتب غير كافية إذا قارناها بعدد المنخرطين بالمكتبة•
قاعات المطالعة موجودة بالطابق الأرضي (تسمح بتجنب الأطفال للأخطار من جراء الصعود للطوابق العلوية) وبها مستويين: المستوى الأول خاص بالأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم ما بين سن السادسة 6 والعاشرة 10 بينما الطابق الثاني فهو مخصص لفئة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين السن الحادي عشر 11 والسن الخامس عشر 15، يمكن استقبال في الطابقين مائتين وعشرين 220 قارئ في نفس الوقت• يبدو أن الأطفال يهتمون بالمكتبة إذا لاحظنا أن عدد المسجلين بها في سنة 2001 يقدر بـ 812 قارئ لأن هذا النوع من المكتبات يكاد يكون منعدماً بالجزائر•
كل قاعة من المستويين، مجهزة بمطراف للبحث الآلي وحاسوب للإعارة الخارجية وجهاز لإزالة التمغنطü•
بالإضافة إلى توفر جهاز سمعي ومحطة بث مركزية للأشرطة والأقراص السمعية• كما نلاحظ تجهيز القاعات بتأثيث يوافق المقاييس الدولية•
يقوم موظفو مصلحة الطفولة والشباب بفرز وتجهيز وتصنيف الكتب وفق تصنيف ديوي المبسط بإعطاء الكتاب رقم التصنيف الواسع المكون من ثلاثة أرقام فقط تسهيلاً لوصول الطفل إليه وإنجاز فهرس يدوي للإعارة الخارجية (حيث تحتوي البطاقات الفهرسية المعلومات الرئيسية فقط عن الكتاب مثل بيان المسؤولية الأول والعنوان والطبعة ومكان النشر والناشر وسنة النشر وعدد الصفحات)، وإعارة الكتب داخلياً وخارجياً• ففي سنة 2001 تم إعارة 4498 كتاب لـ 9122 قارىء في حين في سنة 2000 كان عدد الكتب المعارة أقل ويقدر بـ 1947 كتاب لـ 8942 قارىء ويرجع ذلك إلى الاهتمام المتزايد الذي يوليه الأطفال لهذه المكتبة• بالإضافة إلى هذه الأعمال تقوم المصلحة بتنظيم الورشات التعبيرية كبث أفلام وثائقية مع مناقشات والرسم والقراءة الجماعية وإنجاز معارض واستقبال الزوار والصحفيين وإقامة حفلات لأطفال المكتبة بعدة مناسبات كاليوم العالمي للطفل في 01 جوان ويوم الطفل الإفريقي في 16 جوان، وتطمح في المستقبل إلى تمكين الأطفال من استعمال الوثائق السمعية البصرية وإنشاء مكتبة سمعية للمكفوفين•
الملاحظ أن المكتبة تستعمل أكثر لإنجاز الفروض المطلوبة من المتمدرسين منه للمطالعة أو اكتساب المعرفة(1) ويمكن تفسير ذلك بعدم برمجة نشاطات جديدة ودورية محبوبة كثيراً لدى الأطفال كساعات القصة وورشات الموسيقى والمسرح والرسم غير المتوفرة في المكتبة لغاية الآن والذي يرجع إلى عدة أسباب من بينها عدم وجود قاعات مخصصة لهذا النوع من النشاطات، والمنشطين المكونين والمتخصصين والمؤهلين تربوياً ونفسياً، الذين لديهم خبرة كافية بشؤون الطفل والمعرفة الواسعة بأدب الأطفال•
4ـ مصلحة السمعي البصري:
تعد المواد غير الكتب من المصادر الرئيسية التي توفرها المكتبات العامة في الدول المتقدمة وحتى تتأقلم المكتبة الوطنية الجزائرية مع البيئة الإيجابية وتنويع مصادر معرفتهم، أدرجت مصادر معلومات إلكترونية وسمعية بصرية غير ورقية في مجموعاتها•
فتقدم مصلحة السمعي خدماتها للقراء الذين تتراوح أعمارهم من السن السادسة عشر 16 وما فوق من خلال الأوعية السمعية البصرية المتنوعة التي يتكون منها رصيدها (37421 وحدة) وثيقة موزعة كمايلي: المصغرات الفيلمية (1106 ميكروفيش و 308 ميكروفيلم) والشفافات (97 وحدة) والبطاقات البريدية (2004 وحدة) والصور الشمسية (15521 وحدة) والخرائط (2679 وحدة) والملصقات (4592 وحدة) والرسومات الإيضاحية واللوحات الفنية والرسومات المطبوعة (2243 وحدة) والأشرطة السمعية (991 وحدة) وأشرطة الفيديو (816 وحدة) والأقراص المتراصة (165 وحدة) والأقراص السمعية (11 وحدة) وقرص الفيديو (01 وحدة) والأسطوانات (3293 وحدة) والأشرطة الممغنطة (110 وحدة)• يتم حفظ هذه المواد في المخازن بالطابق الرابع للمبنى حيث تتوفر شروط الحفظ المعمول بها عالمياً (فيما يخص التكييف والإضاءة) بينما نلاحظ غياب التجهيزات الخاصة بالحفظ لبعض أنواع المواد السمعية البصرية كالأسطوانات والأشرطة السمعية البصرية• أما في مجال التنظيم الفني لأوعية المعلومات فقد تم اعتماد أدوات معيارية لهذا الإجراء• فاعتمد في معالجة وثائقها تقنين تذوب المواد غير الكتب للفهرسة وقائمة رؤوس الموضوعات للتكشيف•
تقوم المصلحة إذا باختيار الأوعية التي تقتنيها مصلحة التزويد بالمكتبة الوطنية الجزائرية ومعالجتها وترتيبها وإعارتها داخلياً فقط وباستنساخ أشرطة الفيديو والأشرطة السمعية عن طريق قاعة مجهزة بكل الوسائل التي تسمح بالقيام بهذه المهمة للحفاظ على الوثائق الأصلية• كما تعمل المصلحة على إنجاز قاعدة بيانات لكل الأوعية المعالجة بها وتشارك في تنظيم الملتقيات والمعارض أثناء الاحتفال مثلاً: باليوم العالمي للمرأة في 08 مارس أو بمهرجان الموسيقى الأندلسية العربية أو بأول نوفمبر••
توجد قاعات السمعي البصري في الطابق الثاني من المبنى وهي تنقسم إلى خمسة فضاءات لها قدرة استيعاب تقدر بمائة وستة وخمسين 156 قارىء في نفس الوقت:
1ـ فضاء خاص بالمصغرات الفيلمية مجهز بستة عشر 16 جهاز للقراء وأربعة 4 أجهزة لاستنساخها حسب الطلب (بعد شراء بطاقة تسمح بالاستفادة من هذه الخدمة9) وبمطراف للبحث الآلي بالإضافة إلى فهارس يدوية (المؤلفين، الموضوعات، العناوين)•
2ـ فضاء خاص بالأوعية السمعية مجهز بثمانية وأربعين 48 جهاز (عملية الاستماع للأشرطة والأقراص السمعية تكون فردية أو جماعية 12/12 أو 48 قارئ في نفس الوقت وبالتالي يمكن استغلال القاعة لتعليم اللغات)• يتوفر في الجناح الفهارس اليدوية بمداخل مختلفة والفهرس الآلي للمواد السمعية•
3ـ فضاء خاص بقراءة أشرطة الفيديو ويتم ذلك فردياً أو جماعياً عن طريق قاعة للبث الجماعي تحتوي على خمسين 50 مقعداً• بالنسبة للاستعمال الفردي لأشرطة الفيديو يوجد اثنين وثلاثين 32 جهاز قراءة في الفضاء (منها ثمانية موجودة في خلوات فردية يمكن استغلالها لتعليم اللغات)• يحتوى كل جهاز على لوحة تحكم تسمح للقارى استعمال شريط الفيديو كما يريد ويمكنه الاتصال عن بعد مع العامل الموجود ببنك الإعارة في حالة تعرضه لأي إشكال حيث يتم حله في غالب الأحيان عن بعد من محطة بث مركزية وهذا جد إيجابي يسمح بربح الوقت وتفادي الازدحام أمام بنك الإعارة وكباقي الفضاءات يتوفر في هذه القاعة الفهارس اليدوية والآلية•
4ـ فضاء الشفافات وفضاء الأقراص موجودة في نفس القاعة، مجهزة بثلاثة 03 قارئات للشفافات وأربعة 04 آلات كمبيوتر لقراءة الأقراص المتراصة (هذا العدد قليل جداً إذا قارناها بعدد الطلبات في اليوم) وثلاثة 03 أجهزة لقراءة أقراص الفيديو•
كما يتوفر بالمصلحة قاعة للمحاضرات لها قدرة استيعاب تقدر بمائة وستين 160 مقعد، التي تستعمل أثناء تنظيم النشاطات الثقافية بالمكتبة (كالملتقيات والمقاهي الأدبية والفلسفية) حيث يتم فيها التسجيل المرئي لجميع المحاضرات والندوات•
بالإضافة إلى كل هذه الخدمات التي توفرها دائرة خدمات المستفيدين، يمكن للمنخرطين بالمكتبة العامة، الاستفادة من خدمات مصلحة المطبوعات التابعة لدائرة الإيداع والمطبوعات (كما يتبين في الهيكل التنظيمي الملحق) والتي تهتم بتنظيم وبث الدوريات المختلفة لإعارتها داخلياً•
الخاتمة:
من خلال ما استعرضنا سابقاً، نستطيع أن نتبين أن الهدف الأساسي من إنشاء هذه المكتبة هو وضع ما يتوافر لديها من مصادر في متناول القراء بأسرع وقت ممكن من أجل استخدامها بفاعلية لأغراضها الثقافية والدراسية بجمع مصادر المعلومات بمختلف أشكالها ولغاتها وتنظيمها وفق أساليب ونظم علمية حديثة واسترجاعها وبثها من خلال تقديم الخدمات المكتبية والمعلوماتية المختلفة• فأصبحت المكتبة اليوم تعلم أن الثقافة ليست كتاباً أو مجلة فقط وإنما سمعية بصرية أيضاً فزودت المكتبة بها حتى يستطيع القارئ إسعارتها• ويتوقف نجاح أو فشل المكتبة بشكل كبير على كفاءة الأخصائيين الذين يقومون على تشغيلها وإدارتها وعلى قدرتها على التغير لتتواءم مع الظروف المتغيرة• لذا يبدو من الضروري توجيه المسؤولين إلى حسن اختياره وإعداده•

الببليوغرافيا
(1) كتيبات للمكتبة الوطنية، 1999
(2) المالكي، مجبل لازم مسلم • ـ المكتبات العامة •ـ عمان: مؤسس الوراق، 1999 •
(3) المكتبة الوطنية الجزائرية •ـ التقرير السنوي: جانفي ـ ديسمبر، 2001
(4) المكتبة الوطنية الجزائرية •ـ التقرير السنوي: جانفي ـ ديسمبر، 2000
(5) همشري، عمر أحمد، عليان ربحي مصطفى •ـ المرجع في علم المكتبات والمعلومات •ـ عمان: دار الشروق، 1997 •ـ 597 ص •