مكتبة الأنيس بالجلفة بحوث مذكرات و رسائل التخرج الجامعية الجاهزة
رمرحبا بك ساهم بإثراء المنتدى و التسجيل فيه
مكتبة الأنيس بالجلفة بحوث مذكرات و رسائل التخرج الجامعية الجاهزة
رمرحبا بك ساهم بإثراء المنتدى و التسجيل فيه
مكتبة الأنيس بالجلفة بحوث مذكرات و رسائل التخرج الجامعية الجاهزة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مكتبة الأنيس بالجلفة بحوث مذكرات و رسائل التخرج الجامعية الجاهزة

رسائل ماجستير ،بحوث جامعية جاهزة ، كتب إلكترونية ، مذكرات تخرج ، محاضرات ، برامج
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
» تحليل برنامج اللغة العربية للسنة الرابعة ابتدائي
علم اللغة ( اللسانيات ) -  رقم المقرر 424  Emptyالأربعاء يوليو 15, 2015 3:12 am من طرف Admin

» english for all
علم اللغة ( اللسانيات ) -  رقم المقرر 424  Emptyالخميس يوليو 05, 2012 8:36 pm من طرف Admin

» جديد مسابقات الماجستير 2012 / 2013
علم اللغة ( اللسانيات ) -  رقم المقرر 424  Emptyالأربعاء يونيو 27, 2012 2:10 pm من طرف wassim22003

» اللغة في النقد
علم اللغة ( اللسانيات ) -  رقم المقرر 424  Emptyالأحد أبريل 29, 2012 5:40 pm من طرف wassim22003

» بحوث التسويق
علم اللغة ( اللسانيات ) -  رقم المقرر 424  Emptyالجمعة مارس 23, 2012 6:42 pm من طرف hamida1989

» مذكرات تخرج 2012
علم اللغة ( اللسانيات ) -  رقم المقرر 424  Emptyالجمعة مارس 23, 2012 6:18 pm من طرف wassim17

» السوق النقدية
علم اللغة ( اللسانيات ) -  رقم المقرر 424  Emptyالجمعة مارس 23, 2012 5:50 pm من طرف wassim17

» المخطط الوطني للمحاسبة pcn
علم اللغة ( اللسانيات ) -  رقم المقرر 424  Emptyالجمعة مارس 23, 2012 5:46 pm من طرف wassim17

» رسائل ماجستير جديدة وحصرية
علم اللغة ( اللسانيات ) -  رقم المقرر 424  Emptyالجمعة مارس 23, 2012 5:44 pm من طرف wassim17

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 علم اللغة ( اللسانيات ) - رقم المقرر 424

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
manar




عدد المساهمات : 19
نقاط : 60
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2011

علم اللغة ( اللسانيات ) -  رقم المقرر 424  Empty
مُساهمةموضوع: علم اللغة ( اللسانيات ) - رقم المقرر 424    علم اللغة ( اللسانيات ) -  رقم المقرر 424  Emptyالخميس ديسمبر 08, 2011 10:06 pm


علم اللغة ( اللسانيات ) - رقم المقرر 424
الكتاب : -
مدرس المادة : د.منذر عياشي
***


مقدمة : سوف ندرس بداية العناوين التالية :
مدخل للنظرية العامة للسانيات :
تعريف اللسانيات :
أ.علاقة الفكر باللغة.
ب.اللسانيات والقانون.
ج.علمية العلم اللساني

قطعة دراسة
1- تعريف اللسانيات :
( لم يعد من الممكن أن نتكلم عن اللسان وكأنه انعكاسٌ للفكر، لأنه هو الذي يعكس الفكرة )
تعليق : قيل أن من المسلمات هو التفكير قبل الكلام، ولكنّ هناك سؤال مطروح مفاده : هل يمكن أن يقوم فكرٌ بغير لغة ؟!
لايمكن أن يقوم أبداً، وذلك لأن مايقوم في الأذهان من دون أن ينطق فهو عدم . والفكر جسده اللغة، فلايمكنه أن يقوم في الأذهان دون لغة .
اللغة حدثٌ مادي، والفكر – بسبب اللغة – آخر حدث مادي .
إننا حين نفكر، لانستطيع أن نجعل الفكر وجوداً مالم تكن اللغة هي صانعة هذا الوجود ومحققته. ولذا صار الأصح أن يقال : إن اللغة هي التي تعكس الفكر بعد أن تعطيه خلقه وتجسيده، ولقد ننتهي إلى خلاصة : أن لافكر من غير لغة .
تكملة ( ولذلك لم يعد من الممكن أن نتكلم عن اللسانيات وكأنها شئ سابقٌ على اللسان، ومرتبطٌ بقوانين تقع عليه من خارجه )



التعليق :
علوم اللسانيات ضربان :
أ‌. ضربٌ يتقدم في وجوده على وجود اللسان ( سابقاً )، النحو التقليدي .
ب‌. ضرب يتأخر في وجوده على وجود اللسان ( لاحق )،
إن النحو التقليدي كما اتفق عليه في الموسوعات النحوية الكبرى عند النحاة، تبني قواعدها على الجملة ( الجملة المثال )، لتكون شاهداً على القاعدة .
واللسانيات درسٌ بعدي، يأتي بعد الكلام، وهي تستنبط قواعد لغة المتكلم، وليس قواعد اللغة فقط . ( أي نتكلم ثمّ نستنبط ) .
وكالأمثلة قول النّحاة : فلانٌ أخٌ، فهي جملة نحاة، يستطيع أي أحد أن يحوزها ويتداولها، فهو نموذج إفتراضي للتحليل، ولايحتاج لمتكلم، وهو اختراع جمل لاوجود لها إلا في أذهان النحاة، والمتكلم النحوي متكلم لنفسه.
أمّا قولنا : فلانٌ أخاك، فإنك تستدعي متكلم، فالمتكلم هو أنا، الرسالة : فلانٌ أخوك، والمستقبل هو أنت، وهو نموذج واقعي يكون بين طرفين، وتسمى الجملة الحوارية ( يكون فيها استدعاء اطراف .
تكملة ( ولكن إذا صحّ لنا أن نعرف العلم بأنه دراسة لمجموع القوانين المكونة للظواهر والمولدة لها، فإننا نستطيع أن نقول : إن اللسانيات هي العلم الذي يدرس مجموع القوانين المكونة للظاهرة اللسانية والمولدة لها )
تعليق :
إن اللسانيات علم يأخذ شيئين : قوانين التكوين، وقوانين
وأهمية هذا الدرس : أن أي علم لايقوم بنفسه، وأن الحضارة عقل مكوَّن والعلمُ عقلٌ مكوِّن.

تكملة ( يعرّف أندريه مارتينيه اللسانيات بأنها الدراسة العلمية للغة الإنسانية )
تعليق : اللسانيات تختص باللغة الإنسانية .
تكملة ( ويعلق جون لاينز على كلمة علمية فيقول : يمكن تعريف اللسانيات بأنها الدراسة العلمية للغة، ولكن هذا التعريف لايفصح للقارئ عن المبادئ الجوهرية لهذا العلم، وربما تكون الفائدة أعم لوعرفت مستلزمات المصطلح ( علمي ) تفصيلاً، ويكفي أن نقول في صيغة أولية إن المطلوب هو دراسة اللغة عن طريق المراقبة التي تقبل المراجعة بشكل تجريبي، وذلك ضمن إطار نظرية عامّة ومحددة للبنية اللسانية )

2- موضوع الدرس اللساني :
يجب أن نفهم أن اللسانيات بعد أن نالت حظا وافراً من التطور لم تعد شيئاً واحداً ولامفهوماً واحداً ومذهباً واحداً أو مدرسة واحدة، إن اللسانيات مفرد متعدد مما يعني أنها كثيرٌ إن في المتصوّر والمفهوم وإن في المنهج، كما هي كثيرٌ في المدرسة والمذهب .
يرى سوسير أن الموضوع الحقيقي والوحيد في اللسانيات هو اللغة في ذاتها وبذاتها ولكن اللسانيات بعده إذ طورورا عدداً من المناهج الدراسية للسانيات واللسان بأن واحد، لم يكتفوا بنظرة سوسير، ولذا فقد وجد وضع نظرية عامة للسانيات تأخذ بوجهة نظر عامة، تشترك بها معظم المدارس وتتواضع عليها، ولذا فإنه والحال كذلك يصح أن نقول يجب على النظرية العامة للسانيات أن تجعل من أول أهدافها تحديد مكوّنات اللسان، والسعي لمتلاك الأدوات اللازمة إن على صعيد النظرية وإن على صعيد المنهج، وذلك لكي تعالج هذه المكونات، ألآ وإن هذه المكونات ثلاثة وهي :
أ.الصوت
ب. الدلالة
ج.النحو

المكون الأول ( الصوت ) : يقع على عاتق النظرية العامة إعطاء نظرية خاصة بـ فونيمات ( الصوت ) ( الصوتيم ) اللغة التي نريد أن ندرسها، وهذه النظرية تسمى النظرية العامة ( للفونولوجيا ) أي النظرية العامة للأصوات .
والهدف منها هو أن يتمكن اللساني من القيام بالعمليات الجوهرية التالية :
1) أن يسجل صوتياً كل الجمل المنطوقة .
تعليق : الصوت إذ خرج فإنه يخرج لمرة واحدة ولايتكرر . ولماذا قلنا الجملة ولم نقل مفرد أو نص ؟
وذلك لأن الجملة شأنها شأن النحو التقليدي، الذي يقف عند حدود الجملة .


مجموعة من المواضيع الصالحة للبحث :
1. الغموض
2. الفصل والوصل / الجورجاني في دلائل الإعجاز
3. المشاكلة
4. الحقيقة والمجاز / عند البلاغيين وعلام الأصول والمفسرين
5. المشترك اللفظي .
6. الترادف
7. التقديم والتأخير وأثرهما نحوا ودلالة
8. النبر والتنغيم ( أثر نحوي ودلالي )
9. الدلالة / الصوتية ، الصرفية، النحوية، عبدالكريم مجاهد
10. الدلالة وأشكال العلاقة في داخل الجملة .
11. التعليق عموما وعندسيبويه خصوصاً
12. التفسير والفهم والتأميل و، القصد عند البلاغيين وعلماء الأصول والمفسرين .
التضاد
يتبع النص :
لأن اللسانيات تستند في دراستها للجملة، ليست للمفرد أو النص،
ماالسر في الوقوف عند الجملة ؟
اللسانيات مرّت بمراحل ثلاثة :
1- صار فيها علماً عند بُدأ بحثه في اللفظ، فكانت هناك فرضية التكلم بالألفاظ العناية بالألفاظ، وكانت هناك ثلاث فرضيات :
الأولى : فرضية أن المتكلم عندما يتكلم فإنه يتكلم بألفاظ .
الثانية : فرضية أن المتكلم عند يتكلم فإنه يتكلم بجمل .
الثالثة : فرضية أن المتكلم عندما يتكلم فغنه يتكلم بنص كامل وخطاب شامل.
العلم والفرضية :
يقول كاريه : إننا نستطيع أن نبني البيت باستخدام الحجارةـ كما نستطيع أن نبني العلم باستخدام المعلومات، ولكن بناء البيت ليس تكديسا للحجارة كما أن بناء العلم ليس تكديساً للمعلومات.

2- أن يحدد بدقة كل أنواع الإشارات السمعية التي تنطبق على جملة من الجمل الممكنة الحدوث في أي لغة من اللغات الإنسانية.
3- أن تعينه النظرية العامة على القيام بعملية فرز الأصوات بحيث يصبح قادراً على وصف الإشارات السمعية اللغوية، ليفصل بينها وبين الإشارات السمعية غير اللغوية، ولكي نستطيع أن نفصل بين الصوت الموجود في لغة تنتمي إلى لغة إنسانية، وصوت آخر كصوت الموسيقى والدلالات والحيوانات .. الخ، فعلينا أولاً وقبل كل شئ أن نصف بناء الجملة الخارجي وصفاً صوتياً ونفسّره مستعيذين في ذلك بمصطلحات النظرية العامة، بشرط أن تكون هذه قادرة على إبراز المظهر الصوتي للجملة .
المكون الثاني : الدلالة
( يقع على عاتق النظرية العامة للسانيات أن تعطي نظرية تختص بالمعاني، كعلم للغة المراد دراستها وتسمّى هذه النظرية ( علم الدلالة ).
تعليق : هذا العلم لم يكن في أي وقت، من تاريخ الدراسات علماً قائماً بذاته وله استقلاليته، إذ أنه كان هناك بحثا في الدلالة فقط، كما أنه يستخدم أداة لغيره، والأصح
( علم لغيره )، حتى ظل البحث يسير في الشكل بعيداً عن معنى ( الدلالة )، والشكل يعني : الأصوات، والبنى الصرفية، والأخير بدوره يتبع الكلمات + ().
الشكل باختصار : صوت مع نحو .
فائدة : العلم يقوم على ثابت، والدلالة ليست بثابت إنما متغير .إن اللغويات تترك المعنى وتهتم بالشكل . إن الدلالة شئ متغير يحضر مع كلام المتكلم ومقاصده، ولما كان المتحدثون كثيرون، كانت الدلالة كثيرة ومتشعبة .
إن الدلالة عن طريق المنهج فقط تحول إلى علم، وليست بمادتها كانت علماً، وهذا كما يقال علم جديد لأنه ينتج نظريات للساعة الراهنة .
يتبع ( إذا أخذنا جملة فسنجدها تحتوي على شيئين :
1. البنى الخارجية أو الشكلية : ( صوت = الصرف = الألفاظ + نحو )
2. البنى الداخلية أو الظمنية : الدلالة .
تعليق : لقد ذكرنا أن الفونولوجيا تدرس البنى الخارجية للجملة دراسة صوتية، ونضيف هنا أن علم الدلالة يدرس أو يتعلق بالبنى الداخلية، ولكي تصبح النظرية ذات صفة علمية أو تطبيقية يجب أن تعرض على محرك التجربة، ولذا فإننا سنشترط ثلاثة شروط، نرى لزاما عليها أن تستوفيها في دراسة البنى الداخلية :
1. أن يكون الإسناد والمعنى فيها محدداً : تعليق / يجب معرفة السياق أولاً، هل هو خطاب أدبي أم خطاب تواصلي، وغالباً الخطاب الأدبي يكتفي بسياقه اللغوي، فيغنيه عن أي سياق. ولذلك الإسناد فيه هو نابع من ذات الخطاب، أما الخطاب التواصلي فبالإضافة إلى سياقه يحتاج إى سياق داعم . هناك خطاب ثالث هو الخطاب القرآني يختص بالمسلمين فقط .
2. أن تصبح النبى الداخلية بنناً خارجية وذلك بإجراء عملية تحويلية ( نحوية وصوتية ) من غير أن يخل ذلك بالمعنى الأساس : تعليق / لكي أخرج المعنى من البنية التحتية إلى البنية الفوقية، ( في عملية تحويلية ) يجب أن نحرص على بقاء المعنى الأساس . مثل قولنا : ذهب الأحمر، إن ظاهر القول وبداهته جملة واضحة، ولكن مَن هذا الأحمر ؟ ماركسي ؟ شيوعي ؟ هل من بني الأحمر ؟ هل هو من الهنود الحمر ؟ إن البداهي عند امتحانه بالأسئلة يصيغ المعنى، فعند الإنتقال من البنى التحتية إلى البنى الفوقية يجب نقل المعنى الأساس دون إخلال . فعند الإسناد ...
3. أن تنطبق هذه على مجموع الشروط الشكلية، التي حددتها الأصول الصوتية والمحورية في لغة من اللغات .
تعليق : إن اللسانيات تتناول الخطاب التواصلي، ومن خصائصه الإلتزام بالأمور الشكلية.
فائدة : الفرق بين الخطاب التواصلي والخطاب الأدبي /
الخطاب التواصلي : أن هناك اتفاق ضمني بين الملقي والمتلقي في أمور ثلاثة :
أ.الصوت، ب. النحو، ج. الدلالة .
الخطاب الأدبي : لا اتفاق فيه، ونجد بين الحين والآخر خرقاً صوتياً، أو خرقاً نحوياً، أو خرقاً دلالياً، أي ربما تأتي الأصوات والنحو والدلالة غير مألوف العادة.
للأستفادة : يرجى العودة إلى كتاب أحمد مختار عمار، علم الدلالة .
المكوّن الثالث : النحو ( وسوف يأتي في الإختبار سؤال حول المصطلحات ) /
يقع على عاتق النظرية العامة للسانيات أن تعطي نظرية خاصة بـ ( النحو )، وأن تدخل على الجملة ( وصفاً بنيوياً )،

تفسير المصطلحات :
• النحو : هو علاقة بين ناتج أصوات الجملة ودلالاتها، وربط للكلمات بعضها ببعض، وفق ضوابط معينة، متواضَعٍ عليها في اللغة، وهو بقول آخر : نظام قيام الجملة، ووجهها المجرّد، أي ( القانون )
• الوصف البنيوي : رصدٌ لمجموع العلاقات التي تقوم بدور الوسيط بين الإسناد الصوتي والإسناد الدلالي .
• الإسناد الصوتي : هو الذي يعطي الكلمات أجسادها وصيغتها التي يظهر فيها .
• الإسناد الدلالي : هو الذي يعطي المعاني ، ويجعل لها مقاصد تتناسب والسياق الذي قيلت فيه.
• العلاقات : هي الربط الذي يجعل كلا من الإسناد الصوتي والإسناد الدلالي موجودين، الواحد بسبب الآخر، وإنجازاً له .
يتبع ( أي أن تصف البنية المكوّنة من مجموع (العلاقات)، التي تقوم بدور الوسيط بين الإسناد الصوتي والإسناد الدلالي )

يتبع ( وإن كان هذا الأخير ( الإسناد الدلالي ) لم يجد بعد المنهجية المحددة له ...
وحول هذه النقطة يقول نيكولاريفيه – الرجل العالم بالموسيقى، ومن الموسيقيين المشهورين، وقد حضر دكتوراه في الموسيقى، فاحتاج لهذه الدكتوراه دراسة أمور في أغنية ما، فلاحظ تآلفاً بين نوعية الأصوات والكلمات - : إن النحو هو الذي يقدم العنصر الجوهري للوصف البنيوي، وهو الذي يحدد بشكل لالبس فيه وصف الأصوات من جهة، ووصف معاني الجملة من جهة أخرى )
ولعلماء اللغة العربية من السلف الأول باع طويلة في هذا الميدان، فالجورجاني في كتابه دلائل الإعجاز يدلي برأي لايقل قيمة عن غيره من اللسانيين في عصرنا الحاضر، ولو أخذنا برأيه في النحو مثلاً ، وحول هذه النقطة بالذات لوجدناه في غاية الدقة، فهو يقول عن النحو : ليس إلا أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النحو، وتعمل على قوانينه وأصوله )

تفسير المصطلحات :
الكلام : هو الإنجاز الفعلي للغة، وهو أداة التواصل بالإضافة إلى أنه نفعي تداولي في طابعه واستعماله .
ولكي نستفيد من الوصف البنيوي، يجب أن نطلب من النظرية العامة للسانيات أن تضع فرضية تتناسب ونوعية المعلومات التي ترتبط بتركيب الجملة وذلك لكي نتمكن، أو لكي يتمكن اللساني من جعل النظرية العامة، قادرة على إعطاء تعقري فواضح للوصف البنيوي المتعلق بكل جملة من الجمل .
ونلاحظ أننا إذا جددنا نوعية المعلومات المرتبطة بتركيب الجملة فإننا نستطيع أن نعزل كل مالاعلاقة له بها، ونحيله هنا إلى لغوي غربي قديم، هو ابن جني في خصائصه، ذلك لأنه أدق من جعل لهذا الأمر تفصيلاً، وسنأتي إليه في مرحلة سابقة .

3- مفهوم اللسان عند اللسانيين
نلاحظ أن العناية تركزت على المصطلحات أكثر من انصبابها على شئ آخر ؟! لماذا ؟ وذلك لثلاثة أسباب رئيسة :
أ‌. نلاحظ أن العلم رهن بمصطلحاته، وبمقدار حضور المصطلح وضوحاً في أذهاننا يكون ().
ب‌. العلم إن خلا من المصطلحات انقلب إنشاء تتشابه أجزاءه، بل ربما يختلط بعضها ببعض .
ت‌. المصطلحات محددات لقضايا يمكن أن ينتظر إليها كل قضية على حده، ولذا فإن المصطلح يعيين في فهم جزيئيات العلم .

تحدثنا كثيراً عن المنهج، ولكن ماهو المنهج ؟!
المنهج : يتعدد بتعدد المشتغلين في العلوم، في وجود قواسم مشتركة .


طريقة البحث فيها أربعة أمور :
1- الوقوف على الظاهرة : وهو تحديد ماهيتها على نحو يمكننا من العودة إليها كلما احتجنا إلى النظر فيها .
2- وصف الظاهرة : إخراجها مما ليس هو هذه في هذه الظاهرة، كالعمليات الذهنية التي تقوم عند الطبيب عند وصفه لمرض الإنفلونزا، فإنه يخرج ماليس هو في جنس عالم هذه الظاهرة، كالتيفوئيد، والكلرا، والسكلر !
3- وضع فرضية أو عدة فرضيات تتعلق بالظاهرة : فرضية الضد، الضد يكشفه الضد .
4- الإنتهاء إلى رأي يصلح للتعميم بعد مراقبة الظاهرة والوقوف عليها وتوصيفها والإدلاء بفرضياء تتعلق بها، وهذا ماسمّاه الأمريكيون في جملتهم ( النظرية ) .

الآن علينا الوقوف عند أمر أساسي وهو : المخطط،





3- مفهوم اللسانيات عند اللسانيين :
لقتد تبين أن اللسانيات قاطع مشترك بين عدد من الدراسات :
اللسانيات والسينمولوجيا ( علم الإشارة والعلاماتية )، والإسلوبية السيمولوجيا والثيمولوجيا، وعلم الدلالة، والنقد الأدبي، والأنفولوجيا ( النظر إلى تكون المجتمعات في اللغة )، ولكن اللسان لأنه نظام من الأنظمة فقد يؤدي الدرس اللساني مكاناً علياً، وجعل منه مصدر الإنتاج لكل هذه الدراسات، ووسع ميدانهم، وإذا كان ذلك كذلك، فقد مضت اللسانيات به تدرس علاقات ضمن ميادين علمية متعددة، ومختلفة عمّا أسفلنا، فما اللسان وما مفهوم اللسانين ؟
علماء اللغة :
يقسم بن جني اللسان إلى ثلاثة أقسام :
(...)

بعد الإنتهاء من اللسانيات الحديثة ( النظرية التوليدية ) نظرية تشوبفكي .
الجملة : تنقسم الجملة إلى قسمين : تركيب ودلالة، التركيب : الجملة الفاظ وعلاقات بين هذه الألفاظ وفق القوانين التي تسمح بها كل لغة من اللغات .
الدلالة : الجملة وحدة دلالية وسطى، أي تعلو دلالة الكلمة وتضعف دون دلالة النص، وقد يكون لها معنا بدئي ذاتي يحسن السكوت عليه .
كما قد يكون لها معنى آخر يحدده سياقات النص لغة أو السياقات غير اللغوية، وذلك بحسب الجنس الأدبي أو الخطابي التواصلي الذي تنتمي إليه .
الجملة النحوية : وهي وحدة لغوية افتراضية، ومعنى افتراضية أن لاوجود لها في الواقع اللساني، وإنما ابتدعها النحاة لكي يحللوا بمها الكلام ويقفوا على أجزائه، وهي تقضي للجملة الحوارية .
جملة نحوية مثل : زيد أخ .
جملة حوارية : زيد أخوك .


خارج الدرس ( ملخص عام ) :

1- اللسانيات التاريخية :
• تنظر إلى الظواهر منفصلة عن بعضها البعض ( الكلمات وتعاقبها )
• كانت تطورية :
أ. تنتظر إلى عدّة لغات لمقارنة الألفاظ بين هذه اللغات .
ب.مقارنة الألفاظ في إطار لغة واحدة مرّت بتطور .
• الأصول التاريخية لهذا اللفظ :
أ.تعقب دياكروني :
ب. تعقب سانكروني : البحث في اللغة الآن، وفي العلاقات القائمة بين هذه الألفاظ .

2- اللسانيات البنيوية : ليست بحثاً في الظواهر، إنما في العلاقات القائمة .
المرحلة الأولى : المفرد في صيغة الجمع .
البنية : عناصر + علاقات + علاقات نوعية ( إحكام وترتيب نظام المجموعات – المنهج الذري )
تلخيص المذكرات

المنهج الدياكروني ( ميشال بريال )
يدرس هذا المنهج : العلاقات القائمة بين كلمات تتعاقب في الزمان، وينوب بعضها عن بعض .
هدف علم الدّلالة في هذا المنهج : تتبع معنى ألفاظ اللغة عبر التّاريخ، وليست دراسة العلاقات التي تحدثها : أ. داخل الجملة والنص . ب. في مرحلة معينة من تاريخ اللغة .
منهج (بريال ) في علم الدلالة :
1. يدرس التطور الصوتي والدلالي من خلال مايمكن للزمن أن يضيفهُ إليها .
2. يدرس اللغة فيها تعاقبياً، أي لغير ذاتها .

لم يستطع (بريال ) من خلال هذا المنهج، إلى بناء منهج لساني دقيق وذلك لأنه اعتمد في ذلك على البلاغة والإشتقاق .
إنّ (بريال) في كتابه "مبحث في الدلالة" اعتمد على :
أ‌. توسيع المعنى وتقليصه.
ب‌. تحوّل المعنى .
ت‌. انحراف المعنى .

عبدالرحمن جلال الدين السيوطي : يوجد في التراث العربي الكثير من العلماء الذين كرّسوا جهودهم في فقه اللغة وقضايا تتصل بالدلالة اتصال وثيق، وعند التأمّل فإننا نجدهم قد قاربوا المنهج الدياكروني من غير أن يذكروه اسماً، أو يؤسسوا له بناء نظرياً .
السيوطي في كتاب : المزهر في علوم اللغة، يأتي على أبواب من ذلك، وقد ذكر في الكتاب جملة من العلماء تدل الممارسة عندهم على حضور هذه المقاربة .
فعندما نبحث عنده مثلاً في " العام والخاص" وبالمقارنة نجد فيه مابحثه بريال تحت مسمّى "توسع المعنى وتقليصة، وقد عقد السيوطي لهذا النّوع فصولاً خمسة :
1. العام الباقي على عمومه : مثل كل مايظلك فهو سماء، وكل أرض مستوية فهي صعيد.
2. العام المخصوص ( في مذهب بريال تقليص المعنى ) : أن الحج هو قصد الشئ، ثمّ خصّ بقصد البيت. لفظ السبت، ففي اللغة هو الدّهر، ثمّ خص بأحد أيام الأسبوع.
3. فيما وضع عاماً واستعمل خاصاً : البغض عام، الفِرْك فيما بين الزوجين خاص . التشهي عام، والوحم للحبلى خاص .
4. فيما وضع خاصاً لمعنى خاص : جعلوا أحاديث" – ولايقال في الخير . ظننتني، وحسبتني، وخلتني، لايقال إلاّ فيما فيه أدنى شكْ
5. فيما وضع في الأصل خاص ثمّ استعمل عام ( من سمات التوسع في مذهب بريال ) : الأصمعي : أصل الورد إتيان الماء، ثم صار إتيان كل شئ ورد . القرب : طلب الماء، ثمّ صار يقال ذلك لكلّ طلب .
أحمد بن فارس : إذا عدنا إلى ابن فارس الذي أشار إليه السيوطي، فسنجده يقول عن تحوّل المعنى:
كانت العرب في الجاهلية : على إرث آبائهم في اللغات، والآداب، والنسائك، والقرابين .
لما جاء الإسلام : حالت أحوال، ونسخت ديانات، أُبطلتْ أمور، ونقلت من اللغة ألفاظ إلى مواضيع أخر بزيادات زيدت، وشرائط شرطت .فحلّ الآخر على الأول .
مثال : جاء الإسلام بذكر المؤمن والمسلم، والكفار والمنافق .. فالعرب عرفت المؤمن من الأمان، والإيمان هو التّصديق.
أمّا الإسلام فقد زاد شرائطاً وأوصافاً بها سميّ المؤمنْ بالإطلاق مؤمناً .



المنهج السايكروني ( سوسير )
سعى سوسير حثيثاً بأن يجعل اللسانيات علماً مستقلاً، وقبل دراسة منهجه فإنّ علينا أن نقف على أهم اطروحاته في التّالي :
1. اللغة واللسان :
اللغة :
أ‌. هي كلٌ واحد في ذاتها .
ب‌. انتاج اجتماعي لملكة اللسان .
ت‌. يمكنُ تصنيفها وفق مبدأ .
ث‌. جزأ محدود وأساسي من أجزاء اللسان .
اللسان :
أ‌. خليط يجمع المادة والمعنى، والوظيفية والنفسية .
ب‌. ينتمي للفرد والمجتمع بحدٍ سواء .
ت‌. لايقبل التصنيف .
ث‌. لايمكن استخلاص وحدته .

2. اللغة والإشارة :
نظرية سوسير : يرفض سوسير أن تكون الإشارة جدولاً من الألفاظ، أو قائمة من الكلمات .
وليؤكد نظريته ووجهة نظره، أنتج تحليلاً نلخصهُ في التّالي :
1. الإشارة لاتربط بين اسمٍ وشئ .
2. ولدعم النتيجة السالفة حللّ الإشارة إلى :
أ‌. المتصوّر ( المدلول ) .
ب‌. الصورة السمعية ( الدّال )
3. ثم قال بعد المعاينة أن الصورة السمعية لاتمثل الصوت المادّي، أنّما هي ( البصمة النفسية للصوت)

النقلة النوعية الأهم عند السّوسير في هذا الموضوع تتمثل بالتّالي :
أ‌. أن اللغة ليست جدولاً من الألفاظ أو قائمة من الكلمات .
ب‌. إبعاد المرجع عن الإشارة اللسانية والتحليل اللساني .

3. اللغة والكلام :
اللغة :
أ‌. ليست وظيفة للفرد بل هيّ نتاجهُ ومحصلته .
ب‌. لاتوجب وجود تصميم مسبق .
ت‌. التفكير لايتدخل فيها من أجل نشاط تصنيفي .





الكلام :
أ‌. فعل فردي للإرادة والعقل .
ب‌. باستطاعتنا تمييز :
1. التراكيب التي يستخدمها كل واحد منّا للتعبير عن فكره .
2. الآنية النّفسية التي تساعد على اخراج هذه التّراكيب .

4. النّسق : يعتبر سوسير النّسق - من منطلقه النّظري – أننا إذا أردنا البحث والكشف عن هوية أي ميدان فإنّ ذلك لايكون إلاّ من خلال الوقوف على الروابط القائمة بينها، وكمال هذا الكشف تكمن في أن أتدخل المعطيات نفسها في شبكة من العلاقات التي تحدد المعطى بالتّبادل، أما الأشياء التي لاتتداخل، فليست المشكلة في ذاتها، ولكنّ لأنها تشكل ( عبر العلاقات ) كيانات نسقية مستقلّة.
فاللغة إذاً - عند سوسير - نسق لايعترف إلا بنظامهِ الخاص، ومن خلال هذا المعطى نستنتج التّالي :
أ‌. العناصر اللغوية لاتملك استقلالية في ذاتها، إنّما في علاقاتها .
ب‌. إذا امتنعت العناصر من غيرها من الأشياء، فإن ذلك لايعود إلى سوء العنصر في ذاته، إنّما إلى الرّابط والنّسق الذي احتكم فيه .
ملاحظات :
أ‌. إنّ أولوية البحث - عند سوسير – هي للنّسق، لكي نصل من خلالها إلى العناصر، وليس العكس .
ب‌. إن النّسق واللغة والعناصر هيّ نظام قائمة مترابط، وأي عطل يصيب إحداها فسيؤثر ويصيب لامحالاة النّسق . ( مثال لعبة الشّطرنج واضح لبيان هذا المعنى )

5. القيمة : يرى سوسير ان المعنى جزء متميز من القيمة، وذلك للأسباب التّالية :
أ‌. أن المعنى الكلمة بطبيعة الحال هو مضمونها .
ب‌. وأن قيمة الكلمة هو مكانها ضمن النّسق .

ونتوصل ممّا سبق إلى :
أ‌. القيم اللسانية هي قيم محايثة للنسق وليست للكلمات .
ب‌. أن الكلمات تكون خارج النّسق إذا كانت تحمل معنى بدئياً .
ت‌. أن الكلمة في أي لحظة من اللحظات تطرح قضية معناها ( القيم التّبادلية ) .

لو عرضنا المنهج التّاريخي- في تتبعه للمعنى – على هذه النّتائج فإننا نجده غير عامل ولايستطيع التّصدي لأي منها، لأنه يرى أنّ اللغة جدولاً من الكلمات .
أمّا سوسير عندما يتحدّث عن القيم فإنه يقول : إننا نقف على قيم محايثه للنسق وليس على أفكار تمّ اعطاؤها مسبقاً. راجعْ ص 87 .
والخلاصة ممّا سبق : أن المعنى في الكلمات يقع محدداً إذا وقف هذه الكلمات في نسق واتّخذت فيه مكاناً محدّداً .

بعد هذه المقدمات، نتوجّه لمنهج سوسير ( السّانكروني )

قلنا أنّ سوسير قد جعل من :
1. اللغة موضوعاً لدراسته .
2. أنه لم ينظر للغة بكونها جدولاً من الألفاظ، أو قائمة من الكلمات، بل نسقاً .


لقد تكللت وتجلت معالم هذه الأساسيات باستثمار منهجي في التّالي :
أ‌. التعامل مع الوقاع اللغوية من خلال أشكالها .
ب‌. ابعاد الزمن بوصفه رابط بين الإشارات اللغوية .
ت‌. تحليل علاقات الإشارات ضمن النّسق بدلاً عن الزّمان .

تميز منهج سوسير هذا واختص بالتّالي :
1. دراسة حالة لغة في زمن محدد .
2. لايعتني بالطور الذي أصاب اللغة صوتاً وتركيباً ودلالة .
3. ينظر للغة بوصفها كلاً واحداً .
4. يتعامل مع اللغة بوصفها نسقاً .
5. تحديد ميدان البحث في البنى اللغوية .
6. أن كان منهجاً وصفياً، أي أنّه – المنهج – يتعامل مع اللغة من وجهتين أساسيتين :
أنه يحدد الجمل – التي تتحق في لغة من اللغات – باستخدام قواعدها المحدودة العدد.
بعد تحديد هذه الجمل يسعى إلى تحليل بناها .

أهم الإنتقادات على منهج سوسير التي استهدفت أسسه المفهومية والمنهجية، كمثل مايختص بالقيم التّبادلية، نوجزها في التّالي :
• مايرتبط بالحياة الاقتصادية .
• مفهوم القسرية بين الدال والمدلول .
• أسس الخطاب في الكلام اليومي .

وإنّ ذلك النّقد لايلغي تميز سوسير وتوجّهه لدراسة :
• مضمون الكلمات من خلال الصيغ التي يشكلها .
• مضمون الجمل من خلال النظم التي تبينها .
• مضمون النص من خلال الأنساق التي تكونه ( إذ يربط بين دلالة الكلمة ودورا في الجملة، وبربط بين دلالة الجملة ووظيفتها )


اتجاه اللسانيات التاريخية

أولاً : البحث اللغوي : إن اللسانيات التاريخية تنظر إلى تطور الكلمات وفق ميدان محصور في إطار تاريخي، ولكي يكتمل منهجه قام بـ :
أ‌. الاستعانة بالمنهج المقارن .
ب‌. جعل ميدان البحث يقوم في إطار ( لغة واحدة، ومايتفرّع عنها من لهجات ) .

أهم السّمات الفارقة في المنهج التّاريخي :
1. يبحث بين اللغات عن التطابقات "الصوتية والصرفية" التي تنشأ (عملية إثبات الأصل الوراثي لها ) .
2. واعتمد في بحث التطابقات لإيجاد ( وثيقة تاريخية ) .
3. النظرة الميتافيزيقية التي اعتمدها في النّظر إلى اللغة، وهيّ القطيعة الأكثر نوعية .

لقد اعتمد المنهج التاريخي في تكوين نفسه بـ :
أ‌. المذهب التّجريبي ( المنهج الذي رسمه لنفسه، منهج اللسانيات التاريخية )
ب‌. مذهب القواعد المقارنة (المنهج التطوري لداروين )
o أوّلاً : المذهب التّجريبي :
ويعتبر أنّ للعلاقات القربى امتداداً زمنياً وتعاقبياً يغطّي مساحة زمنية ( أي تسلسلها الزّمني عبر التّاريخ)، لتظهر اللغة حياةً لاكالأشياء في الطبيعة إنما كالمنظومات التي تمتلك حياة وتطوّراً خاصاً .
o ثانياً : مذهب القواعد المقارنة :
ويعتبر اللغة في وجودها كما الكائنات الحية في الطبيعة، لها حياتها، ونموّها، وموتها .

البحث الدلالي في اللسانيات التّاريخية :
لقد ظهر البحث الدلالي كعلم من بدايات دراسة ( بريال )، في القرن التاسع عشر، ممّا يوصلنا إلى أنّها ترادف الدراسات اللغوية ( وجدت مناخاً علمياً مشابهاً لها، فتأثرت به، وخضعت في مناهج بحثها إلى ماخضعت له ) .
ومع كلّ ذلك فإن اللسانيات التاريخية لم تشأن أن تتعامل به، وذلك لـ : لأنه كان في منظورها يشغل حيزاً يصعب السيطرة عليه ( كالأصوات والصيغ التي تمثل الوجه المادي للغة ) .

لكنّ المعنى ليس كذلك، فهيّ عندهم – اللسانيين التاريخين – ليست مادة كالمواد، ولأنه كذلك، فقد لايتسق مع ماتتسق به المواد، إذ لايخضع نشأة وتطوراً وحياةً، كما تخضع لهُ الأصوات في تجلياتها المادية .
إن مراحل تكون علم الدلالة – عند بريال – تستندُ إلى :
o العلوم الخارجية كالبلاغة والفلسفة : مما أحدث تلائماً بين مقتضيات المنهج التطوري ومقتضيات الموضوع .
وقد توصلنا النقطة السابقة إلى : أنّ علم الدلالة بالرغم من خضوعه للمنهج، إلا أنه يعد بداية خلخلة للمنهج الذي سارت عليه اللسانيات التاريخية .

لحظات اشتغال البحث الدلالي في مرحلتيه ( التاريخية والتطورية )، وأهم ماتتميز به كل واحدة :



أولاً : اللحظة التاريخية :
 يرصد العلاقات المتتابعة بين الأصوات، والتي لم يلحظها العقل الجمعي .
 يرصد العلاقات المتتابعة التي يمكن أن تتبادل فيما بينها، فتكون المقارنة .
 إنه لايعبه بالنّسق حين يرصد العلاقات المتتابعة .

ثانياً : اللحظة التطورية :
 يدرس علم المعاني بوصفه دراسة لتطور المعاني في اللغات .
 يحدد التطور بخضوعه إلى قوانين عامّة .
 استخراج القوانين الخاصة بالظواهر انطلاقاً من وقائع المعنى .
أشهر اللغا التي تناولها علم الدلالة – في اللسانيات التاريخية – بالبحث :
اللغات الهندو-أوربية، اللغات السامية، وطبقها أيضاً في إطار اللهجات المتعددة في لغة واحدة.

اتجاه اللسانيات البنيوية
إن سوسير هو من وضع أصول هذا الإتجاه اللساني
اولاً : البحث اللغوي :
أصول النّظرية الثلاث في اللسانيات البنيوية :
1. قامت بالإدلاء بأفكار نظرية تتعلّق بمادة اللسان، بدلاً من الإكتفاء بالوقائع اللسانية : أي أنها توجهت لإنشاء وجهة نظر عن الوقائع ) .
2. قالت بضرورة استقلال اللسانيات بوصفها علماً : أي أن كل تفكير لساني يجب أن يصبح تفكيراً علمياً، يستنهض متصوّراته من داخل المادة .
وهنا سوسير قد أحدث قطيعة معرفية مع الأسس التي قامت عليها الدراسات التّاريخية والتطوّرية للغة.
3. أسست للدرس اللساني : والذي يتمثل في ظواهر اللسان في كل اللغات وكل الأزمنة، بواسطة كل الأشكال التعبيرية .

أهم السمات الفارقة للسانيات البنيوية :
أ‌. نظرت اللسانيات البنيوية إلى اللغة من خلال ( بعدها الآني ) السانكروني، فاهتمّت كنتيجةً بالنّسق والبنية .
ب‌. المذهب التوزيعي الذي اتخذته في المرحلة الأولى للسانيات البنيوية .
إن نظرة اللسانيات البنيوية تتوافق والمذهب التوليدي في التّالي :
1. اللغة، وفيها :
 أن اللغة نسق من الإشارات .
 أن التحليل يقوم على البحث عن العلاقات التي تربط العناصر داخل النّسق .
اللسان، ويتضمّن :
 اللغة : التي تمثل النظام كما تمثل الجانب الاجتماعي .
 الكلام : الذي يمثل الأداء، كما يمثل الجانب الفردي للسان .

2. الإشارة : إن الإشارة لاتتصل مباشرة بموضوعات العالم الخارجي الذي تعبّر عنه، إذْ أنّ سوسير يقول : أ ن الإشارة لاتربط بين اسم وشئ ولكن بين مفهوم وصورة سمعية .
وتتكون الإشارة من :
أ‌. الدّال ( الصورة المسمعية – الأصوات ) .
ب‌. المدلول ( المفهوم- المعنى ) .
ولذا فهي تستبعد في دراستها مايمثل المرجع، ولاتعتد بوجوده .

سمات الإشارة اللسانية الثلاث :
إنها قسرية : وذلك لأن العلاقة بين الدال والمدلول غير مبرر ( فقدان ارتباط العلة بالمعلول ).
إنها إشارة خطية : أي أنها تغطي امتدادا يسير في بعد واحد، ويكون قابلاً للقياس . وعلى ذلك فإنها تمثل خطاً لايقع خارج الزمان لكن يجري فيه .
إنها ذات بعد اجتماعي ( راجع ص 175 ) .



النسق والآنية :
إنّ اللسانيات البنيوية تتطابق ومبدأ سوسير في ذلك، والذي يقول فيه : إن اللغة نسق لايعترف إلا بنظامه الخاص . وإن سوسير قد دعا لدراسة اللغة من خلال نسقها، والذي لايتحقق إلا من خلال إثبات النّسق في الآنية .

المدارس البنيوية : حللت علاقات الإشارات داخل النّسق بدلاً من تخليلها عبر الزمن، ولهذا صارت دراسة الإشارات تعني النّظر إلى وجودها المشترك زمنياً وليس إلى وجودها المتتابع .

البحث الدّلالي – في اللسانيات البنيوية :
 انقلاب المفاهيم : ولقد انطلقوا أيضاً من مبدأ سوسير، والذي أمكنهم من إحداث انقلاب نوعي وكبير في البحث الدلالي الغربي، لكنه لم يحدث قطيعة معرفية تامه من البحث الدلالي التاريخي، إنّ الدلالة قبل البنيوية تقوم على ثلاث أسس :
أ‌. أن المعنى هو حقيقة تلازم الكلمات : أي أن لايفارق المعنى لفظه، ولايفارق اللفظ ملكيته.
ب‌. أن المعنى يأتي من اجتماع الكلمات الحامة لحقائقها فيها .
ت‌. أن أصل المعنى وقصده وغايت، أمر يقوم على العقل الإنساني .

كلمة : لقد استعاضت الدلاليات البنيوية على مفهوم اجتماع الكلمات في تكون معنى الجملة، بمفهوم العلاقاة بين الكلمات في تكوين معنى الجملة . أي أنه لم تعد ماتملكه الكلمة - باجتماعها مع غيرها - في تكوين معنى الجملة، ولكنه تحول إلى العلاقة التي ترتبط بها الكلمة مع غيرها من الكلمات داخل بنية الجملة، وعلى ذلك فقد حلّت ثلاث مفاهيم جديدة محل المفاهيم القديمة، وهي :
1) حل مفهوم النّسق محل مفهوم التجميع .
2) حل مفهوم المعنى المحدث في الآنية الزمنية للكلام، محل مفهومها المعنى المتطوّر في الزمانية التعاقبية.
3) حل مفهوم العلاقة بين الكلمات محل مفهوم الملكية الذي يجعل المعنى حقيقة ملازمة للكلمات.

 الملاحظات النقدية :
1. البنيويات الدلالية في جيلها الأول :
مقدّمة : لقد كانت البنيويات في هذا الجيل خليطاً من بعض منطلقات اساسية للدلالات التاريخية ومفاهيمها الخاصة التي لم تكتمل بعد. ممّا يعني أن : الدلاليات البنيوية أقل درجة من الدراسات البنيوية للغة في (إحداث قطيعة معرفية مع الاتجاه التاريخي )، ويعود سبب ذلك إلى :
أ‌. افتقارها في ذلك الوقت إلى رؤية متكاملة خاصة بها .
ب‌. كما يعود إلى تأسيس منهج واضح المعالم على غرار المنهج الوصفي .
الجيل الأول للبنيويات الدلالية :
إن الجيل الأول للبنيويات الدلالية يشاطر اتجاه الدلاليات التاريخية من منظوره اللغوي :
إذ يرى أن اللغة مجموعة من الكلمات، وهو لايقترب حقيقة من الدراسات العلمية لواقع اللغة، وذلك لأنّ الدراسات البنيوية – التي ابتدأها سوسير – تقول : ان اللغة نظام من العلاقات ونسق من الإشارات، وليست مدونة من الكلمات .
تحليل للسابق : إن المتكلم لايتكلم بكلمات فقط، لكنه يستخدم النظام اللغوي لبناء علاقات بينها، تؤدة مبتغى دلالته، ومقصوده معنى .
ولما كانت الكلمة هي مبتغى الجيل الأول من الدلاليات البنيوية، فقد جعل هذا الجيل :
1) ميدانه الدلالة محصورا في ( المعجم )، في بادئ الأمر .
2) فإذا عرفنا أنّ ( علم الدلالة المعجمي ) يستمد مادته من تاريخ الكلمة وتطوّرها، وصيغتها، فإننا نتوصل للنتائج التالية :
أ‌- أن الجيل الأول للدلاليات البنيوية يشابه الدلاليات التاريخية في : النظر إلى الكلمة داخل مدونة الدلالة التعاقبية لتطور الألفاظ .
ب‌- الخطوة الأكثر تقدماً التي أضافها هي : النظر إلى الكلمة في بعدها الآني، البعد الذي يمكن الباحث من اكتشاف ( دلالات للكلمة ) يبدعها المتكلم، لم تكن موجودة في المعجم التاريخي .
نتوصل إلى خلاصة مفادها :
أن العلاقة بين البنيويات التاريخية والجيل الأول للدلات البنيوية أنهما يشتركان في : اشتغالهما بالكلمة وتطوّرها، مما يعطيها شكلاً مستقلاً ودالاً .

ولقد انفرد الجيل الأول ببعد جديد – دون أن يلغي أو يحدث قطيعة معرفية – تجلّى فيما يلي :
أ‌. أن الكلمة تشكل عنصراً من عناصر النّسق الدلالي .
ب‌. أن المعنى في الاستعمال الآني، يأتي من العلاقات التي تقيمها مع الكلمات الأخرى داخل النّسق . فيكون بهذا : المعنى ذاتياً فيها، وتابعاً إلى النسق الذي تنتمي إليه – أثر الاتجاه التاريخي- ، والذي بطبيعة الحال تجسده جملة العلاقات التي تقتسمه فيه مع الكلمات الأخرى – اثر اتجاه الدلاليات البنيوية –
كل ماسبق يدعونا إلى النظر للكلمة من خلال مستويين يقومان على ازدواجية في النّظر :
المستوى الأول : نسقي : والذي يقف الكلمة على محورين :
أ‌. الزماني التعاقبي ( الدياكروني ) : ممثِلةً لكل تاريخ تطورها الدلالي وحاملة له .
ب‌. الآني التزامني ( السانكروني ) : وتكون على ماتكون عليه دلالتها في الزمن الآني .
المستوى الثاني استعمالي : ويقف بالكلمة على محورين أيضاً :
أ‌. الاستبدالي : ان تكون الكلمة ممثلة لعدة احتمالات دلالية، فتكون الكلمة مخزونا دلالياً بالقوة . وأن المعاني الممكنة فيها تكون في حالة تربص لما يقع عليه الاختبار منها .
ب‌. التركيبي : أن تكون الكلمة على مايكون عليه استعمالها توزيعياً ووظيفياً ضمن التركيب . وأنه اختيار يقوم به المتكلم لمعنى الكلمة من خلال التركيب الذي يضعها فيه .

الفائدة والخلاصة : لقد أضافت البنيويات الدلالية في جيلها الأول بعداً آنياً وتركيباً إلى الكلمة لم تكن الدلاليات التاريخية لتفي بها، ويعني هذا أنها كانت في وقتٍ واحدٍ نسجاً أمشاجاً من مصطلحات الاتجاه التاريخي

المذكرة رقم 5
اللسانيات البنيوية :
لقد اتخذت البنيوية لنفسها موقعاً مهما في ميادين العلم، وذلك لـ :
أ‌. أن العلوم التي دخلت إليها سعت لتشكيلها في هيئة تخرجها من أسر النظرة التاريخية المهيمنة .
ب‌. بعد ذلك صارت علماً تجد فيه العلوم الأخرى براهين علميتها ( أي قيمة دالة على صحة الإجراء في هذا العلم أو ذاك – الميدان ) .
ولذا فإن قرن العشرين هو قرنها بلا منازع .

تعريف البنيوية ( اصطلاحاً ) :
تقوم البنيوية على ثلاث أمور :
العناصر .
العلاقات بين هذه العناصر .
إحكام العلاقات وترتيبها .
مظاهر البنيوية (ونجد أن كل مظهر سيعطيها تعريفاً لاتبتعد به عن المظهر الآخر، ولكنه يخصصها لما جعلت ميسرة له في أي ميدان ) :
أ‌. البنيوية بوصفها إحكام وترتيب : إن لكل موضوع عناصر + هيكل تبنى به، فالمخطط يمثل الهيكل، وهو لايقل انتماءً الى الواقع، موازاة بالعناصر التي تكون موضوع البناء نفسه، ( مثال الطاولة ) ص 122
وأن التغيرات التي تحصل في الحشب أو المخطط، لاينفي انتماءهما إلى نفس الواقع، والطاولة بذلك لايمكن ان تتكون من دونهما. (إذاً تظهر البنية إحكاماً للعناصر الخشبية داخل الكلْ، وهو الطاولة وترتيبها لها .
ب‌. البنية بوصفها تنظيماً مطرداً : لنوضح هذا الأمر ينبغي أن نتحدث حول ( مفهوم المجموعات، ومفهوم المنهج الذري ) .
1. مفهوم المجموعات : الكل الذي يتكون من وحدات تقيم فيما بينها علاقات خاصة .
القضية الأولى التي تطرح بخصوص المجموعات ( اللسانية، الإجتماعية الثقافية ) : ليست في تفكيك الكليات المعطاة مباشرة، بهدف معرفة الأجزاء التي تتكون منها، بل في :
 الكشف عن الكليات المفترضة .
 وفي إقامة علاقة بين العناصر، ومعالجتها كما لو أنها أجزاء في كل .
ولعلنا نتوصل مما سبق إلى أن تعريف البنية غير كاف، وذلك لـ :
 أن العلاقات ليست سواء في كل الميادين .
 ولاتمتلك الواقعية نفسها التي تمتلكها العناصر المترابطة .

للتوضيح انظر ص123 :
- إذا كانت : أصوات اللغة =(مادياً )= مادية الخشب وواقعيتها، فإن :
العلاقات بين الأصوات لا=(ماديةَ)= مخطط الطاولة المرسومة على الورق.
- وإذا كانت المجموعات الإجتماعية لا تدرك إلا عبر أقسام من الكائنات الحية المتعينة مادياً، ولكن ظهور الأدوار فيها يكون مشروطاً بـ ( العمر، الجنس، ..).
وهذه الأدوار هي قد تكون صنيعة جملة من القواعد والقوانين وليست بالضرورة نتيجة من نتائج الوجود المادي للمجموعات البشرية .

2. مفهوم المنهج الذري : يؤمن بجوهر الفرد، ويرى أن :
أ‌. الأجسام تتألف من جواهر مفردة .
ب‌. الأجسام تفسد باجتماع هذه الجواهر.
ت‌. الأجسام تنحل باختراقها ( أي بردها إلى عناصر أبسط ) .

وإذا كان المنهج الذري هو ماسبق فإن البنيوية تتعارض معه في التالي :
أ‌. المنهج الذري يعزل ( الكلمات، الأشياء، العناصر ) التي يقوم اجتماعهما على التجاور فقط.
ب‌. تعارض البنيوية والمنهج الذري يظهر في : أن البنيوية تبحث عن العلاقات التي تعطي لـ (الكلمات، الأشياء، العناصر) قيمية تعبر عن الموقع الذي وجدت فيه. بل وتجتهد في اكتساب مجموعات بيانها يجعلها دالة .
ولذا فإن البنية في هذا الإطار هي (التنظيم والإطراد)، وليست شيئاً آخر .

اللسانيات البنيوية :
البنيوية في اللسانيات : جمع بصيغة المفرد، مما يعني أن هذا المصطلح قد تستخدمه أكثر من مدرسة فيما بينها فروق واختلافات تجعلها مستقلة، والسبب في ذلك أن (المتصورات والمناهج) التي تستدعي تحديد البنية، تشكل نقطة تلاقي على اختلافها . فيمكن الإشارة إلى جميعها بهذا المصطلح مع بيان الإستثناء الذي يميزها، والإدلال عليه .
مهمة اللسانيات البنيوية : أنها علم يقوم على دراسة العبارة المنجزة ( أي تلك التي تم التلفظ بها، وصارت كلاماً منتهياً)، وليس تعلم المتكلم كيف يتكلم لأنها من مهمات القواعد المعيارية .

المدارس التي اشتركت في نفس التوجيه : التوزيعية، الوظائفية، المنظومية، ماعدا القواعد التوليدية لتشومشكي، ولها شأن آخر .

ثلاث توجيهات هامة في اللسانيات البنيوية :
1. التوجيه النظري : تهدف إلى أن [ تقيم نظرية ] تنظر للكلام بوصفه إنجازا منتهياً، وبنيه مغلقة .
2. التوجيه المنهجي : تسعى – تثبيتاً للتوجه النظري – لأن تستعمل في التحليل منهجاً شكلانياً .
3. التوجيه العملي : تحاول – بوساطة المنهج الشكلي – أن تقيم مدونة لغوية، تجمع فيها أكبر قدر من العبارات التي تمّ إنجازها، بهدف تحديد بنيتها .
هذه سمات عامة، لكنّ بعض اللسانيات تجاوز ذلك لـ أن يمكن للمرأ أن :
- يدرس الكلام بين المرسل والمتلقي .
- يدرس الكلام في إطار السياق الذي قيل فيه .

تلامذة سوسير : قاموا بوضع لسانيات بنيوية تخالف التوجه، بل ليست على الأساس الذي قامت عليه لسانيات سوسير ( وهو إضافة )،
إذ أن سوسير : يريد أن يدرس اللغة بوصفها نظاماً.
تلميذه بالي : يريد أن يدرس الكلام بوصفه الأساس لقيام نظرية لسانية .
اللسانيات البنيوية الأمريكية في الثلاثينيات _ بلومفيد : قالت بأنه /
• لايمكن تحديد المعنى بالإستناد إلى العالم الواقعي.
• لايمكن تحديد المتكلمين بهذا الواقع .

ويتعلل مببرراً ذلك بأسباب كثيرة، واحدة منها : أن الباحث لايستطيع أن ينظم بشكل واضح وجلي السمات الملائمة للسياق .
سمة أخرى من السمات المشتركة : هي تفريقها بين اللغة والكلام .

أهم ماوقفت عليه اللسانيات البنيوية في دراستها للكلام من خلال المدونة : هو إبرازها للنسق اللغوي، وتأكيدها عليه، وذلك لتحررها من النزعة التطورية التي أتاحت لها :
أ‌. المجال في الإنتقال بالبحث من دائرة التتبع – أي تتبع العناصر بهدف الوقوف على تطورها – إلى دائرة البحث عن النسق الذي يجمعها.
ب‌. ومن دائرة ترصد فيها تجليات العناصر وتغيراتها في زمن محدد، إلى دائرة رصد علاقة العناصر بعضها ببعض في زمن محدد .
ولذا فهي قد استعاضت عن التطورية بالنسق، وعن الزمانية التعاقبية بالآنية .

ت‌. الوقوف على الإشارة اللسانية بوصفها مكونة من دال ومدلول، والنظر إلى العلاقة بينهما على أنها قسرية..

ختاماً نود لفت الإنتباه لنقطة هامّة جداً، وهي : أن الدراسات البنيوية بمرحلتين :
الأولى : استقرائية .
الثانية : استنباطية .
البنيوية من منظور نقدي :
شهدت المرحلة الأولى منها تناقضاً مع نفسها، إذا وضعت هدفاً محدد في دراسة اللغة والكلام، وبناء على ذلك فإنه يجب عليها أن تسعى إلى استنباط القوانين اللغوية من الأحداث الكلامية التي تنتظم بها .
لكنها لم تسع هذا المسعى بل اتخذت من الستقراء مذهباً ومنهجاً، فأوقعها في تناقضات مع هدفها التي حددته، وأدلة ذلك مايلي :
1. أرادت تجاوز الدراسات التاريخية في تعقبها للظواهر اللغوية، لكنها قامت بمثل ماتقوم به من جمع للظواهر، وتبويبها، وتصنيفها. السبب : لأن ذلك هو منهج الإستقراء الذي يملي بهذا النوع من السلوك في البحث . ( إذا التناقض حاصل بين التطلع النظري وممارستها الإجرائية ) .
2. وقوع الباحث في دائرة الإستحالة والعجز عند تداوله منهج الإستقراء، وإن بدا منظوراً مثالياً مطلوب . السبب : لأنه يلزم المشتغلين إقامة مدونة توضع فيها كل الجمل المنجزة للغة، لكي يجرى الإستقراء، واستنتاج القوانين . ولما كانت الجمل كثيرة لاتحصى، وأن المتكلم لايكف في يومه عن الكلام، وأن المتكلمين في كل زمان وكل مكان لايحصون عدداً، فقد كان من المستحيل إقامة هذه المدونة، بل ومن المستحيل الوصول عن طريقها -وهي ناقصة- إلى نتائج أكيدة ونهائية، وإلى قوانين كلية وشاملة .
3. عندما اعتمدت الإستقراء منهجاً، أهملت أهم متصور تعتمد عليه في دراسة اللغة والكلام، وهو الممكن أو المحتمل، فالمدونة محدودة الجمل، ومايمكن أن نتوقعه غير محدود، فكيف يمكن للمتناهي عدداً – المدونة – أن يقابل غير المتناهي عدداً ( الممكن/ المحتمل ) . ولذا يمكن القول أنه في المرحلة الأولى لو تمّ إحصاء الجمل عدداً بدل إحصائها جملاً، لكان بإمكانها ان تستخدم "الإحتمال" بكونه مبدأ رياضيا يستند إلى قوانين الحدوث، بل ولوفر علينا عناء لاطائل تحته، فالقانون الواحد يمكن أن يقوى على سبيل الممكن إنتاج جمل لانهائية لها. القانون هو قاعدة لانحتاج بعدها إلى إحصاء .
4. الإكتفاء بالمدونة، أدى لإهمال شروط الإنتاج، الذي يعتبر أساسياً في دراسة العمل اللغوي.

النّسق :
• المعنى العام – للنسق :
أ‌. مجموعة من العناصر المترابطة التي تشكل كلاً واحداً .
ب‌. النسق كلية، وجودها يفرض وجود علاقات (تبعية وتعاضد) بين العناصر التي تكوّنها .
ت‌. يهدف مصطلح ( النسق ) إلى إعطاء المجموع تصميماً عقلانياً .

• المعني اللساني للنسق :
أ‌. النسق يعادل اللغة، سوسير : اللغة نسق من الإشارات التي لاتعترف إلا بنظامها الخاص .
ب‌. أنها بوصفها نسقاً تتكون من أنساق الفرعية .
ت‌. الأنساق الفرعية : نسق صوتي، نسق دلالي، نسق نحوي ، والنسق هو نسق الإنساق .
ث‌. إذا كانت اللغة نسقاً، فإنها تتميز من الكلام، ويتميز من تعيناته .
ج‌. مفهوم النسق يغطي مجموعة من القواعد المترابطة، ومجموعة من الكلمات .

الآنية _ 129
مصطلح الآنية من المصطلحات البنيوية الرئيسية، وهي علامة فارقة تخرج بها من دائرة اللسانيات التاريخية، وتميزها منها .
كما أنه علامة فارقة على تحول الفكر/ وانتقاله من الإحتكام إلى الماضي، إلى الإنتقال إلى الحاضر.



نتيجة ها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
علم اللغة ( اللسانيات ) - رقم المقرر 424
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تحليل الخطاب "من اللسانيات الى السيميائيات
» اللغة في النقد
» تحليل برنامج اللغة العربية للسنة الرابعة ابتدائي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مكتبة الأنيس بالجلفة بحوث مذكرات و رسائل التخرج الجامعية الجاهزة :: منتدى الجامعة والبحث العلمي :: مندى الادب العربي-
انتقل الى: